اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
قمم جدة
بقلم : اللواء الركن.م. حسين محمد معلوي
كان يوم الأربعاء ( ١٩ يوليو ٢٠٢٣ م المصادف للأول من محرم ١٤٤٥هـ ) يوم تاريخي بامتياز لأنه تم عقد قمتين في هذا اليوم الأولى القمه التشاوريه الثامنة عشره لقادة دول مجلس التعاون الخليجي ، والثانيه مؤتمر القمه بين دول الخليج العربي و دول اسيا الوسطى والذي رأسهما صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي أعلن اعتماد القرارات الصادرة عن القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى , وقال سموه ، عند افتتاحه للجلسة (إن القمة تأتي تجسيدا للروابط العريقة مع دول آسيا الوسطى مباركاً اعتماد خطة العمل المشتركة بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى بين عامي"2023-2027") وجاءت هذه القمة في أعقاب القمة الخليجية التشاورية (١٨) لدول مجلس التعاون الخليجي .. حيث ناقش قادة مجلس التعاون وممثليهم في اجتماعهم التشاوري الملفات المدرجة على جدول اعمالهم للتشاور والتنسيق في القضايا المختلفه ومراجعة ماتم اتخاذه من قرارات سابقه ، أما في مؤتمر القمه الخليجي مع قادة دول اسيا الوسطى ( C-5 ) فقد خرج المؤتمر باعتماد خطة العمل المشتركه بين مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى " ٢٠٢٣ - ٢٠٢٧ م"، و أوصى المؤتمر بعدد (٢٠) توصيه من اهمها كما ورد في البيان المشترك ( التأكيد على تعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجيه - تعزيز التعاون التجاري و تشجيع الاستثمار المشترك - تأسيس شراكة قويه بناءً على القِيَم و المصالح - تعزيز العلاقات السياسية و الاقتصاديه بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى - اقرار خطه للحوار الاستراتيجي بين الطرفين - توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الجانبين - تعزيز التعاون في مجال طاقة الإقتصاد الأخضر الخ ) . إن هذا الحراك السياسي يدل على مؤشرات وحقائق كثيره أولها أن دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعوديه ستستمر في الظهور على شكل كتلة تفاوضية واحده امام الدول والأحلاف الأخرى كما حدث في السابق لتحقيق مصالحها المشتركه و هذا نجاح لسياسة الأمير محمد بن سلمان الهادفة الى لم شمل دول مجلس التعاون الخليجي بل و الدول العربيه و إظهارها كقوة سياسية واقتصادية موحده ، و ثاني الدلالات بروز أهمية الدور المحوري الكبير والمؤثر للمملكة العربية السعوديه على مستوى دول الخليج العربيه و على المستوى الآسيوي إضافة الى دوروها السياسي و الإقتصادي المؤثر بقوه على الأوضاع الإقليمية و الدوليه .. إن أهمية دول آسيا الوسطى أنها تسيطر على منطقة جغرافيه في قارة آسيا تمتد في آسيا ، من بحر قزوين في الغرب إلى الصين ومنغوليا في الشرق ، ومن أفغانستان وإيران في الجنوب إلى روسيا في الشمال و قد تم إطلاق اسم دول آسيا الوسطى على هذه الدول المستقلة عن الاتحاد السيوفيتي السابق و المعروفة رسمياً بمسميات أوزبكستان - طاجيكستان - قرغيزستان - كازاكستان - تركمانستان . وتعرف بدول آسيا الوسطى أو الإستانات الخمس نسبة الى ان آخر الأحرف في اسمائها تشكل كلمة " ستان " وتعني الأرض . إن دول الخليج العربيه بقيادة السعوديه تتجه الى ترسيخ علاقات سياسيه و اقتصاديه وتجارية قويه مع دول اسيا الوسطى لوجود فرص استثمارية تجاريه واقتصادية كثيره إضافة الى ان هذه الدول الخمس تعتبر دول اسلاميه و هناك احتياج متبادل بينها وبين دول مجلس التعاون لتنسيق المواقف السياسية و الاقتصادية في الملفات الدوليه . ان من الملفت أن السعوديه احتضنت عدداً كثيرا من مؤتمرات القمم الثنائية و الجماعيه اضافة الى كثير من المؤتمرات العامه و الندوات في كل الشئون و من هذه القمم القمة السعودية التركيه في جده عندما زار الرئيس التركي السعوديه في ١٧ /٧ / ٢٠٢٣ م - ٢٩ / ذو الحجه ١٤٤٤ هـ و نتج عنها توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة بين البلدين . إن كل ذلك يدل على ان القيادة السعوديه تلعب دورها التاريخي الذي لا يمكن لغيرها تأديته وبما يتفق مع مكانتها الدوليه و حيّز و مساحة نفوذها الخليجي و العربي و الإقليمي و الاسلامي و الدولي .