النهار

٠٣:١٥ م-١٤ يونيو-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:١٥ م-١٤ يونيو-٢٠٢٥       17490

بقلم: ثامر بن سعران السبيعي

في مشهد ينذر بتداعيات خطيرة، أصبحت تل أبيب مسرحًا لنيران الصواريخ الإيرانية في عملية “الوعد الصادق 3”، بينما ردت  إسرائيل  بضربات جوية غير مسبوقة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية وقادة عسكريين بارزين. هذا التصعيد، الذي بلغ ذروته في 13 يونيو 2025، يضع المنطقة على صفيح ساخن، ويثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي في ظل صراع يتجاوز الحدود ويهدد بإشعال فتيل حرب شاملة.

تل أبيب تحت القصف: ليلة الرعب

تحولت تل أبيب، عاصمة  إسرائيل  الاقتصادية، إلى مدينة تئن تحت وطأة الصواريخ الإيرانية. فقد أطلقت طهران أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا وطائرة مسيرة، مستهدفة قلب المدينة، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة أكثر من 70 آخرين، بالإضافة إلى دمار هائل في المباني السكنية وانقطاع الكهرباء. صفارات الإنذار التي دوت في سماء المدينة وصور الأدخنة المتصاعدة عكست حالة من الهلع والارتباك. ورغم نجاح منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بدعم أمريكي، في اعتراض معظم الصواريخ، فإن الهجوم أظهر قدرة  إيران  على اختراق العمق الإسرائيلي، وهو ما يشكل تحولًا استراتيجيًا ينذر بمزيد من التوتر.

إسرائيل تضرب بعمق: منشآت نووية وقادة تحت النار

لم تتردد  إسرائيل  في الرد بقوة. في عملية أطلقت عليها “الأسد الصاعق”، شنت القوات الجوية الإسرائيلية أكثر من 300 غارة جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية، مثل نطنز في أصفهان، بالإضافة إلى قواعد عسكرية ومصانع صواريخ. الضربات، التي أسفرت عن مقتل قادة بارزين في الحرس الثوري، مثل حسين سلامي ومحمد باقري، إلى جانب علماء نوويين، كشفت عن تفوق استخباراتي مذهل. هذه العمليات، التي استندت إلى معلومات دقيقة ودعم لوجستي أمريكي، تهدف إلى شل البرنامج النووي الإيراني وإضعاف القيادة العسكرية في طهران، رغم المخاطر البيئية والسياسية التي قد تنتج عن استهداف المنشآت النووية.

حرب الظل:  إيران  تهدد بكشف أسرار إسرائيل

في خضم هذا الصراع، أعلنت  إيران  عن خطوة قد تغير قواعد اللعبة. فقد كشف وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل الخطيب، عن حيازة طهران وثائق سرية تتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي، تم الحصول عليها عبر عمليات استخباراتية متطورة شملت اختراقات سيبرانية وتجنيد مصادر داخل إسرائيل. هذه الوثائق، التي هددت  إيران  بنشرها، قد تكشف تفاصيل حساسة عن المنشآت النووية الإسرائيلية، مما يضع الأخيرة في موقف محرج دوليًا.

الرياض وواشنطن: رؤيتان مختلفتان

المملكة العربية السعودية، التي جددت إدانتها للهجمات الإسرائيلية على إيران، دعت إلى ضبط النفس ورفضت استخدام مجالها الجوي لأي عمليات عسكرية. هذا الموقف يعكس حرص المملكة على استقرار المنطقة، خاصة بعد تحسين علاقاتها مع  إيران  منذ عام 2023. في المقابل، تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، مقدمة دعمًا استخباراتيًا ولوجستيًا، لكنها حذرت من استهداف منشآت نفطية أو نووية حساسة، خشية تأثيرات اقتصادية عالمية. هذا التباين يبرز تحديات التنسيق الإقليمي، حيث تسعى الرياض للعب دور الوسيط المحايد.

إلى أين يتجه الصراع؟

نحن الآن على مفترق طرق. التصعيد الحالي يحمل احتمالات متفاوتة، يمكن تلخيصها كالتالي:

- تصعيد محدود (60%): قد تكتفي  إيران  بردود عبر وكلائها، مثل حزب الله أو الحوثيين، بينما تواصل  إسرائيل  ضرباتها المحدودة في سوريا والعراق.

- حرب إقليمية (20%): إذا تصاعدت الهجمات الإيرانية المباشرة، أو استهدفت  إسرائيل  منشآت نفطية، فقد نشهد صراعًا مدمرًا.

- تهدئة دبلوماسية (15%): وساطات دولية قد تنجح في تهدئة الأوضاع، لكن انهيار المفاوضات النووية يقلل من هذا الاحتمال.

- حرب استخباراتية (15%): نشر  إيران  لوثائقها قد يحرج إسرائيل، مما يعزز الصراع في الخفاء.

نستشرف مستقبلًا يحمل في طياته القلق والأمل معًا. المملكة العربية السعودية، بحكمتها ودورها المحوري، قد تكون جسراً للتهدئة، لكن ذلك يتطلب جهودًا دولية منسقة لمنع  إسرائيل  وإيران من دفع المنطقة إلى الهاوية. إن السبيل الوحيد لتجنب الكارثة يكمن في الحوار، فهل ينتصر العقل قبل أن تتحول النيران إلى جحيم يعم الجميع؟  

X: @thamer7s