النهار

٠٥:٢٩ م-٠٤ يونيو-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٥:٢٩ م-٠٤ يونيو-٢٠٢٥       12210

بقلم الإعلامي - محمد الفايز

الأحمق قبل ظهور وسائل التواصل لم يُعرف بشكل جلي وواضح، ومع تطور مراحل التقنية أصبح البعض يظن أنه يملك العقل واتزان الكلمة في الرد الأنيق، ويظن أن جمال الألفاظ والطرح المنطقي تقليل من دوره وتأثيره العابر للقارات.

قد يحمل العلم والشهادات الدراسية والتخصص ولكن بمنطق أعوج وفكر ضحل يسئ لما تعلمه ويجعله رداء ملوثا وبقعة لا يمكن أن تصل لدرجة من النظافة في الطرح والرد الجميل.

في زحام الحديث وكثرة الردود، تجد اكتشاف العقل أصبح أمرا سهلا، فبات التقدير والاحترام والثناء والشكر مستغربا لمن بات يعيش على تقلبات وطبقية ما أنزل الله بها من سلطان، فالأنبياء والأمراء ومن يثق في نفسه تجد الحكمة والتواضع، وتجد رجاحة العقل، فلا يرفع قدر الإنسان إلا أخلاقه ومنطق لسانه.

تجد سقطات اللسان أعظم وأشد على صاحبها ، هذا التلوث في العبارات يشوه الفكر والثقافة والمجتمعات، بل إن البعض منهم قد يحمل شهادة ودرجة علمية بلا فكر ولا منطق، وهذا يعطي مؤشرا وقياسا للدور الكبير في اختيار المتحدث الجيد من حيث اللباقة وحسن انتقاء المفردة، فجمال العبارة ونبوغها لا يمكن أن يكون بالذكاء الاصطناعي مهما حاول مجاراة ذلك.

ولعلي أذكر فصاحة العرب وكيف أن القرآن الكريم أتى معجزة لهم.

اختلط الحابل بالنابل، ولم نعرف سوى الخطاب بصيغة النسخ واللصق والحديث المستهلك والذي يردد على منابر إعلامية أو أقلام تعيش على فكر التوحد.

ما نحتاجه هو فكر متجدد يواكب التطور ويسبق الزمن ويعيش الإنجاز رقما وإثراء وسياقا ومضمونا بكلمة تضعك في الصورة.