

النهار
بقلم: الدكتور فايز الأحمري
تحظى خدمة ضيوف الرحمن بمكانة عظيمة في المملكة العربية السعودية، حيث تُعتبر هذه المهمة شرفًا ومسؤولية دينية ووطنية تتوارثها الأجيال، وقد أولت الدولة منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – عنايةً خاصةً بالحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين، واستمرت هذه الجهود في التطور والنمو حتى يومنا هذا في ظل رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز تجربة الحاج والمعتمر وجعلها ميسرة وآمنة وروحانية.
حيث قامت المملكة بتنفيذ العديد من المشاريع العملاقة لتطوير البنية التحتية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ومن أبرزها توسعة الحرم المكي والنبوي، وإنشاء شبكة قطارات حديثة مثل قطار الحرمين وقطار المشاعر، بالإضافة إلى تحسين الطرق والمرافق الصحية والمسارات الخاصة بالحجاج والمعتمرين.
وفي إطار تحسين تجربة ضيوف الرحمن، طورت الدولة منصات رقمية مثل "منصة نسك" التي تسهل إجراءات الحصول على التأشيرات، وتنظيم الحج والعمرة، فضلًا عن استخدام الذكاء الاصطناعي والخدمات الذكية لتنظيم الحشود، وإدارة الأمن، وتقديم خدمات التوجيه والإرشاد بعدة لغات.
و تولي حكومتنا الرشيدة اهتمامًا بالغًا بصحة وأمن الحجاج والمعتمرين، فتوفر آلاف الكوادر الطبية المنتشرة في المستشفيات والمراكز الصحية في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، وتنفذ خططًا صحية استباقية، خاصة في حالات الطوارئ أو الأوبئة، كما تعمل الجهات الأمنية بكفاءة عالية لتنظيم الحشود وضمان سلامة الجميع.
كما تقدم المملكة برامج توعوية وإرشادية للحجاج والمعتمرين بعدة لغات من خلال الوسائل التقليدية والرقمية، وتوفر مطبوعات وخرائط وأدلة تساعد على أداء المناسك بسهولة ويسر، كما توفر حملات توجيهية لتعزيز الوعي الديني والصحي.
إن ما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود عظيمة لخدمة ضيوف الرحمن يُعد نموذجًا يُحتذى به في العطاء والرعاية، ويعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتوفير أرقى سبل الراحة والطمأنينة للحجاج والمعتمرين تحقيقًا لقيم الإسلام ومبادئه في الضيافة والكرم، وسعيًا لأن يكون الحج والعمرة تجربة روحانية متكاملة في كل تفاصيلها.

