

سلمان المشلحي
بقلم: سلمان المشلحي
نتفق جميعًا على أن مشروع «ساهر» يُعد فكرة متميزة وناجحة، حيث ساهم بشكل ملموس، وفقًا للإحصائيات الرسمية، في خفض أعداد الحوادث المرورية، بل أصبحت هذه الحوادث -إن وقعت- أقل ضررًا وخطورة، إذ شكلت أجهزة الرصد الآلي عينًا يقظة تلاحق المتهورين من السائقين، فانعكس ذلك إيجابًا على السلامة المرورية.
غير أن النجاح الذي حققه «ساهر» لا يُخفي بعض المشكلات الأخرى التي تعاني منها شوارع حفرالباطن، فهندسة الطرق في المدينة لا تخلو من الأخطاء، وهو أمر يمكن تفهّمه نسبيًا، نظرًا لأن المدينة أُنشئت في وادٍ، مما أدى إلى تكدس المباني بشكل عشوائي دون تخطيط، فكانت النتيجة معاناة مع مسارات ضيقة وطرق مزدحمة، خاصة مع الكثافة الكبيرة في عدد السيارات.
وفي المقابل، لا تزال فئة من غير المبالين تتصيد الثغرات في نظام «ساهر» لتجاوزه بلا اكتراث، كما حدث في الحادث الأليم الذي أودى بحياة شابين في عمر الزهور مؤخرًا، في حادثة مأساوية كشفت عن خلل آخر، فالجميع في حفرالباطن يعلم أن كاميرا الرصد الآلي التابعة لـ"ساهر" على الطريق الذي وقع فيه الحادث (تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق الأمير سلطان) لا تعمل، رغم مرور أكثر من عام على تركيبها دون تفعيل، حتى أصبحت الكاميرا وكأنها "مزهرية" لا تؤدي أي دور رادع، مما سمح للمتهورين والعقلاء على حد سواء بتجاوزها دون خشية من العقوبة.
وهنا يجب التأكيد على أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق السائقين المخالفين، بل تمتد إلى الجهات المعنية بتشغيل نظام الرصد وتفعيل كاميرات «ساهر»، لضمان أدائها لدورها الكامل في الحد من المخالفات والحوادث، كما يترقّب أهالي حفرالباطن ما ستقدمه لجنة السلامة المرورية من حلول فعّالة لمعالجة هذه التحديات وضمان بيئة مرورية آمنة.

