

النهار
بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني
في السنوات الأخيرة استحدث نظام الإجازات المطولة في التعليم التي تقسم على مدار العام لعدة أهداف منها كسر الروتين والملل لدى الطلاب، والتحفيز على التعلم بالشكل المطلوب..
الإجازات المطولة صاحبها العديد من السلبيات منها غياب الطلاب قبل وبعد تلك الإجازات، وتزايد الاجازات المرضية للاستفادة من الأيام التي تسبق او تلي تلك الإجازات.
أما الإيجابيات فقد تنوعت وتعدد بشكل يفوق الوصف، حيث ساهمت في إحداث حراك من نوع مختلف على مستوى الوطن، فقد شهدت أرجاء المملكة حراكا اقتصاديا وسياحيا على مدار العام، من خلال حرص الأسر على تجديد النشاط والتجول في أرض الوطن للاستمتاع بمقومات وطننا الغالي.
لقد ساهمت الإجازات المطولة في الحد من الملل الذي يصاحب الإجازات الطويلة للمدارس التي كانت تمتد في وقت سابق الى حوالي أربعة أشهر، وحدت من قضاء بعض الأسر تواجدهم لأشهر طويلة في إجازات سياحية خارج المملكة، وأصبح البعض يفضل السياحة الداخلية بسبب الإجازات القصيرة وإجازة الصيف المعتدلة.
وبالتالي ضربنا عصفورين بحجر من خلال رفع نواتج التعلم وإحداث حراك اقتصادي وسياحي داخلي. وكما يقول المثل(سمننا في دقيقنا) فوطننا أولى بقضاء الإجازات فيه كون ذلك يعود بالنفع على الجميع، كما يخلق المزيد من فرص العمل أمام أبناء وبنات الوطن.
إن العام الدراسي يقدر حاليا بـ 182 يوما وهو متوسط من ضمن دول العشرين، وسيستمر للخمس سنوات القادمة، وسواء استمرت الدراسة بنظام الفصول الثلاثة او الفصلين فإن الأيام ستبقى كما هي وفقا لقرار مجلس الوزراء للسنوات الخمس القادمة، لذلك لابد من استمرار نظام الإجازات المطولة في السنوات القادمة، والحد من الإجازات الطويلة باعتبارها ذات تأثير سلبي على الطلاب والمعلمين وسوق العمل والاقتصاد والسياحة الداخلية..
لقد شاهدنا في الأعوام الأخيرة حجم الحراك الكبير التجاري والسياحي في مختلف المناطق والذي يتزامن دائما مع الاجازات المطولة، مما يؤكد نجاح التجربة وضرورة استمرارها لحياة أفضل ومجتمع حيوي ومنتج.
*فاصلة*
المناداة بتقليص العام الدراسي دعوة للخمول وإضعاف التعليم وسوق العمل في المستقبل..

