بقلم :الدكتور فايز الأحمري

النقد الهادف والبنّاء الذي يكون غايته التطوير لخدمة الوطن وأبناء الوطن ؛ مطلبٌ مُلِحٌ من كل غيور لا سيما الركيزة الأولى في تطور وتقدم وبناء الأوطان في كل زمان ومكان المتمثلة في التعليم .
ومن هذا المنطلق ، ومن معطيات أخرى تمثلت في العديد من القرارات التي أصدرتها وزارة التعليم ، ومن ضمنها الخطة الزمنية المتضمنة تطبيق ثلاثة فصول دراسية لمدة عام كامل والتي بدأت بتاريخ ١٤٤٦/١/٢٩ وتنتهي بتاريخ ١٤٤٧/١/١ للهجرة ؛ فإن أي تطور منشود ، أو تغيير ملموس يجب أن يبدأ من دراسة الواقع دراسة علمية ميدانية تشمل الإنسان والمكان على حد سواء ، ومن غير إجراء مثل هذه الدراسات التي تستغرق وقتاً طويلاً، ويشارك فيها كافة أطياف المجتمع للخروج بنتائج علمية إيجابية تُبنى عليها القرارات برضا واقتناع جميع المعنيين بالتعليم ؛ من غير ذلك ستكون اجتهادات وقتية لا تحقق الطموحات والتطلعات المستقبلية .
إن إقرار تطبيق نظام الثلاثة فصول دراسية والتي يتخللها العديد من الاختبارات والإجازات القصيرة والمطولة ليس له أي مبرر لا في جودة تعليم ، ولا في إضافةٍ مفيدة ، ولا معالجةٍ لمشكلة قائمة، ولا استفادة من تجربة ناجحة ، وكأنّ الهدف من ذلك التركيز والاهتمام بالكم لا بالكيف ، ويترتب على هذا القرار هدر في الوقت والمال والجهد ، والتسيب والإحباط لدى الطلاب نتيجة للدراسة التي تستمر طوال العام دونما فائدة تُذكر ، وخير دليل على عدم جدوى هذا القرار تراجع الجامعات بعد تطبيقه لنظام الفصلين الدراسيين .
ومن المآخذ على هذا القرار أنه يشتت أذهان الطلاب ، ويرهق ويربك الأُسر ، ويبدد الوقت، ففي نهاية كل فصل دراسي إجازة أسبوع ، وفي كل أسبوع يومان ، وفي بعض الأسابيع إجازة أُطلق عليها ( مُطولة ) عبارة عن يومين تضاف للإجازة الأسبوعية ، ناهيك عن الأضرار الصحية والنفسية المترتبة على هذه الإجازات من حيث تغير البرنامج اليومي للطلاب ، فينشغلون بالسهر والرحلات والمناسبات وغيرها ، والعودة للمدارس بنفوس بائسة يائسة ، وأجساد مترهلة خاوية، وكلنا يعلم أهمية الإعداد النفسي والجسدي والعقلي للطالب عند عودته إلى محاضن العلم والتعليم .
كلنا أمل في إعادة النظر لهذا القرار الذي نراه لا يحقق الطموحات ، ولا يضيف جديداً مفيداً ، ولا يجني منه المجتمع غير الهدر في الجهد والوقت والمال ، ولا يتوازى مع الجهود المبذولة و الدعم اللامحدود من قبل ولاة الأمر حفظهم الله تعالى .