

جيلان النهاري
بقلم: جيلان النهاري
في بداية العام الأول من العقد التاسع لتأسيس جامعة الدول العربية، تواجه الدول العربية حربا كلامية شعواء قائمة بين شعوب الدول العربية، لم تكن هذه الحرب موجودة بشكل علني، كما نراها اليوم عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وهذه الحرب تتغذى على الفتنة بين الشعوب العربية، بالتعدي على الهوية الوطنية والإرث التاريخي لكل دولة عربية، وتدار بشكل خبيث ونفَسٍ مسموم، وينجر إليها العامة من شعوب تلك الدول، وللأسف هناك عدد من مؤسسات رجال الإعلام المالكين لها يغضون الطرف عما يصدر من بعض كتابهم وإعلامييهم من التعريض بشعوب الدول العربية الشقيقة وتأجيج الفتنة بينهم البعض للبعض، ويتضح تأثيرهم السلبي على عامة الشعوب التي تغيب عنهم الثقافة التاريخية لقيمة ومكانة أشقائهم العرب، والمستغرب أن يكون ذلك التصرف العبثي يتم أمام نظر المسؤولين الأمنيين والمتخصصين في مجال الأمن الإلكتروني ومكافحة الجرائم الإلكترونية في جامعة الدول العربية.
قاتل الله الفتنة ومن أحياها، وأكبر فتنة نراها اليوم هي فتنة الكراهية، فتنة الشعوبية، الفتنة الطائفية، الفتنة الإثنية، وفتنة الجهلاء القائمة عبر وسائل التواصل الإجتماعي بين الأشقاء شعوب الدول العربية.
ونعلم يقينا أن ميثاق جامعة الدول العربية في ديباجته التي أشارت إلى:
[أن الدول ذات الصلة وافقت على الميثاق بهدف تدعيم العلاقات والوشائج العربية في إطار من احترام الاستقلال والسيادة بما يحقق صالح عموم البلاد العربية].
الوشائج العربية اليوم تتعرض للانهيار والتفكك عبر وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة في منصات الفيسبوك والإنستقرام وثريد وإكس [تويتر سابقا] وتشعل نار الكراهية بالإعتداء والتجريح اللفظي بين الشعوب، يقودها كثير من المؤثرين المعروفين في بلدانهم، والذين يمتلكون آلاف المتابعين من العامة المتأثرين بالمعلومات التي يقدمها أولئك المؤثرين، والتي غالبا تكون كاذبة وملفقة أو تحمل التحوير في المفاهيم بشكل سيء ومسموم، مما لا يخفى على المراقب والمتابع لمنشوراتهم أنهم يزيدون هذه الفتنة، وفيهم أيضا منشورات لحسابات وهمية محترفة مُستَأجرة ليس لها حس وطني لبلدانهم ولا للعروبة، ومنهم من لا ينتمي إلى شعب من شعوب تلك الدول، وإنما هم مرتزقة يعملون على تأجيج الفتنة وزيادة إشعالها.
جامعة الدول العربية فيها لجان دائمة ومتخصصة في المجالات الأمنية والمجالات القانونية والمجالات الإلكترونية والأمن السيبراني، نرجو أن يكون هناك دور لتلك اللجان بدراسة هذا الوضع الخطير الذي يتعرض له شعوب الدول العربية، وإيجاد نظام أمني بهذا الخصوص، والخروج بقانون يلاحق المتسببين لهذه الفتن أيا كانت القيمة المعنوية لهؤلاء سواء كتاب أو مشاهير أو حتى من العامة، ليتم حماية الأمن الداخلي في كل دولة عربية، وكما نلاحظ مما بدأ يظهر في بعضها من الفتن الشعوبية، وتعرض الأشقاء العرب بينهم البين من تأذِّي يُوغر الكراهية بين الشعوب الشقيقة في كل دولة عربية، فيكون إحتمال الخروج من الجرائم الاليكترونية إلى خطر الجرائم النفسية والإعتداء الجسدي الذي قد يصل إليه تأثر الجهلاء والعامة من منشورات تعبث في تماسك القلوب العربية، وإنتماءها العربي، ووحدة الصف العربي.

