النهار

٠٥:٤٤ م-٣٠ مارس-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٥:٤٤ م-٣٠ مارس-٢٠٢٥       16060

بقلم: د. نجوى الكحلوت

العيد وما أدراك ما يوم العيد! نفحةٌ ربانية تحمل في طياتها الفرح والسرور، وتمنح القلوب فرصةً جديدةً للحياة. 

تتجدد فيه اللقاءات، وتُرفع فيه الدرجات، إنه يوم الجائزة، يوم يُكافئ الله فيه عباده الصائمين والقائمين، أو الحاجّين الملبّين، فيكون فرحهم بالعيد فرحًا مضاعفًا، فرح العبادة وفرح اللقاء.

حينما يحلُّ العيد، تحلُّ البهجة! فهو إعلان للنجاح في اختبار الطاعة.

في عيد الفطر، يُتوَّج الصائمون بجائزة القبول والمغفرة، بعد شهرٍ من الصيام والقيام، وفي عيد الأضحى، ينالُ الحجاج شرف أداء الركن الأعظم، ويحتفل المسلمون بإحياء سنة الخليل إبراهيم عليه السلام في التضحية. فكلا العيدين مرتبطان بالعبادة، ولهذا سُمِّي العيد بيوم الجائزة.

العيد.. بهجة تجمع القلوب وفرصةٌ لصلة الأرحام، وفتح صفحاتٍ جديدة من المحبة والمودة. في هذا اليوم، تزول الأحقاد، وتتلاشى الخلافات، ويُقبل الناس على بعضهم بابتسامات صادقة وقلوبٍ صافية. فالتزاور والتهادي والتهاني كلها شعائرٌ تزين العيد، فتجعله موسمًا للتسامح وتجديد الروابط الأسرية والاجتماعية.

ورغم تغير الزمن، إلا أن بهجة العيد تبقى ثابتة في قلوب المسلمين. في الماضي، كانت الأعياد تمتاز ببساطتها وعفويتها، حيث يجتمع الناس في ساحات الصلاة، ويتبادلون التهاني بملابسهم الجديدة البسيطة، ويجتمع الأطفال حول الحلوى والعيديات. أما اليوم، فقد أضافت التكنولوجيا لمسةً جديدة على العيد، حيث صارت التهاني تُرسل عبر الرسائل والتطبيقات، وتنوعت طرق الاحتفال، لكنها لم تستطع أن تُغيِّب روح العيد الحقيقية روح الأٌنس والفرح.

العيد رمزٌ للفرح وللعطاء، فمن أجمل معاني العيد أنه فرحة جماعية يجب أن تشمل الجميع. لذا شرع الله زكاة الفطر قبل عيد الفطر، وأكد على إطعام الفقراء في عيد الأضحى من الأضاحي، حتى لا يُحرم أحدٌ من بهجة العيد. فالمسلم في العيد يفرح ويُسعد غيره أيضًا.

ويأتي العيد جائزة لمن أحسن العمل فهو ليس مجرد مناسبة تجيء وتمضي، بل هو محطةٌ إيمانيةٌ تُذكّرنا بأن لكل جهدٍ ثمرة، ولكل صبرٍ فرحة. فمن صام رمضان بإيمان، أو حج بيت الله بإخلاص، فقد استحق الجائزة الكبرى، عيدًا يحمل معه مغفرة ورحمة وسعادة. فهنيئًا لمن نال الجائزة، جعل الله كل أيامنا أعيادًا بطاعته ورضاه.