النهار

٠٣:٣٠ م-٢٠ مارس-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٣٠ م-٢٠ مارس-٢٠٢٥       10725

بقلم - سعيد بن عبدالله الزهراني

يتداول في وسائل "التواصل الاجتماعي" قصص من نسج الخيال عن قيام الأمهات بإنشاء " قروبات " مهمتها التحريض على غياب الطلاب عن مدارسهم في رمضان وأيام الخميس وقبل الإجازات وبعدها ,بحجة رغبتهن في الراحة والهدوء..

حقيقة أن هذه القصص لا تتفق مع الواقع إطلاقا فالأمهات حريصات كل الحرص على مستقبل الأبناء والبنات من خلال المتابعة الحثيثة ,وشحذ الهمم من أجل وصول أولادهن وبناتهن على افضل الدرجات والشهادات..

إن إلقاء التهم على الأمهات وقيامهن بتشجيع الأبناء على الغياب يؤكد أن هناك من يحاول القاء اللوم عليهن في إطار تشويه البعض لدور الأمهات العظيم في تربية النشء والحرص على المستقبل ,وكأنهن تخلين عن هدف عظيم وهو التعليم ,فكل أم تكون سعادتها لا توصف في حال تفوق احد افراد اسرتها,وهذا مانلمسه في جميع مجالات الحياة الاسرية ,وقد يكون هناك سلبيات او تساهل من بعض الإباء والامهات في هذا الجانب ,إضافة الى الخلافات الأسرية وبالذات بين الأب والأم التي تؤثر حتما على عدم الانضباط.. 

القروبات التي الصقت بالأمهات بدون شك قد تكون من الطلاب انفسهم ,او أصحاب مصلحة في تشويه سمعة الأمهات او الإضرار بمستويات الطلاب ,وإضعاف نواتج التعلم .

لذلك لابد على الأسر عدم الانسياق وراء ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي ,والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى إضعاف مستويات الطلاب والطالبات ,فالأسرة التي تحرص على الغياب ,ستكون أول من يكتوي بتبعات ذلك في المستقبل ,عندما يتخرج الأبناء والبنات من التعليم العام ولايجدون جامعة او كلية تقبلهم ولا سوق عمل يستوعبهم ,فالأسرة عليها دور في بناء هذا الجيل من خلال التفاعل مع المدرسة والحرص على تعزيز الانضباط والاستفادة من ما سخرته حكومتنا الرشيدة من دعم لا محدود لهذا القطاع الحيوي والمهم باعتباره الركيزة الأساسية للتطور والتقدم من اجل الوصول بالمواطن السعودي الى منافس على مستوى العالم.

لقد قامت هيئة تقويم التعليم والتدريب مؤخرا بتخصيص تطبيق اطلقت عليه "مستقبلهم" من أجل إشراك الأسرة في تعليم أبنائهم باعتبار أن الدور يتكامل مع المدرسة لتحسين نواتج التعلم.

ختاما ..حكاية القروبات اعتقد انها اكذوبة عززت من مصداقيتها وسائل التواصل ومن يحارب تطوير التعليم.