النهار

٠٣:٢٨ م-١٣ مارس-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٢٨ م-١٣ مارس-٢٠٢٥       15785

بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني

ظاهرة  غياب الطلاب  في رمضان, تستحق الالتفات لها بكل قوة من وزارة التعليم، باعتبار أن تعزيز الانضباط المدرسي أحد أهداف برنامج "تنمية القدرات البشرية" الذي اعتمده سمو ولي العهد في وقت سابق..

الانضباط المدرسي مهم جدا على مستوى "الطالب - الأسرة - المجتمع - سوق العمل - الوطن"، كونه يمثل أساسا للجد والاجتهاد والحرص على الإنتاجية ورفع الكفاءة في مختلف مجالات الحياة, والاعتماد على الأيدي الوطنية  في سوق العمل مستقبلا وبالذات في شهر رمضان، فقد كان كبار السن يعملون من شروق الشمس في الشهر الكريم وحتى غروبها، في أعمال منهكة جدا مثل الزراعة ورعي الأغنام والبناء وسقيا الماء وطلب الزرق سيرا على الأقدام لمسافات طويلة .

إن ظاهرة الغياب خلال الشهر الكريم تعد غريبة على المجتمع المدرسي، و تزايدت في السنوات الأخيرة  لأسباب مختلفة أبرزها ضعف التعامل مع الظاهرة وكأنها امر طبيعي، وفي الحقيقة أنها تشكل تهديدا للجدية وتعود الأجيال الحالية  والقادمة على الخمول والكسل وعدم القدرة على العمل في نهار رمضان، كما سيتعود الطلاب على عدم احترام الأنظمة والتعليمات، والتسبب في هدر اقتصادي نتيجة هذا الغياب.

مؤخرا تصفحت السيرة الذاتية لقيادات وزارة التعليم فوجدت أن حوالي 75% بما فيهم الوزير والمساعدين والوكلاء قدموا من  اكبر شركة صناعية في المملكة "سابك"، التي عرفت بالانضباط والإنتاجية ومشاركتها في المسيرة التنموية التي تعيشها المملكة في شتى المجالات، لذلك اعتقد ان هذا سينعكس في القريب على مستوى تعزيز الانضباط في المدارس من خلال حوكمة تسجيل حضور وانصراف الطلاب عبر التقنيات الحديثة، في ظل وجود ذراع تشغيلي لوزارة التعليم يتمثل في شركة التعليم القابضة، كما أتمنى أن لا نلجأ للأساليب التربوية في علاج ظاهرة الغياب، فقد ثبت عدم جدواها طيلة السنوات الماضية، فتعزيز الانضباط يحتاج إلى فرض النظام بالقوة، كما حدث في النظام المروري "ساهر" وغيرها من الأنظمة التقنية الحازمة التي جعلت احترام النظام مبرمج تلقائيا لدى المجتمع..

فهل ننقل انضباط سابك وانتاجيتها إلى المدارس  من اجل خلق جيل قادر على العطاء ومنافس على مستوى العالم؟