النهار
بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني
منذ القدم والأسر السعودية تعمل في مختلف المهن، فلا يوجد في القاموس عيب لديهم لممارسة أي مهنة.
كان أبناء وبنات الوطن يقومون بكافة الأعمال الحرفية واليدوية التي كانت تتراوح وقتها ما بين الزراعة والحصاد والرعي والبناء والاحتطاب وغيرها من الحرف التي كانت تتطلبها الحياة من اجل لقمة العيش دون الاعتماد على الآخرين..
كان الجميع يعملون بلا كلل أو ملل بشراكة متكاملة بين الرجال والنساء، باعتبار ان العمل ليس عيبا فهو الطريق إلى الحياة بالرغم من قساوتها..
تطورت بلادنا ولله الحمد،وبدأت نهضة تنموية شاملة في شتى المجالات،واصبح الناس يتهافتون لها من مختلف دول العالم، ليكون لهم اسهام في البناء والتنمية، وصادف ذلك تراجع من أبناء وبنات الوطن عن الاعمال الحرفية المختلفة لتوفر مقومات حياة مختلفة،أدت الى رفاهيتهم وتخلي الكثير عن الحرف والاعمال اليدوية،وأصبحت القناعات تتجه الى الوظيفة والكرسي الوثير..
في السنوات الأخيرة.. بدأت أفق الخير تعود مجددا،عندما ادرك أبناء وبنات الوطن أهمية العمل في مختلف الحرف، فالوظيفة قد لا تمثل شيئا أمام فرص العمل المتاحة في شتى مجالات الحياة. الأسر المنتجة اقتحمت الميدان بكل قوة..
الشباب والفتيات بدأوا في العمل الحرفي المتنوع هنا وهناك.
لكن في بعض المجتمعات لازالت ثقافة" العيب "تسيطر على البعض من الانخراط في بعض المهن وبالذات الاعمال التي تدر دخلا كبيرا في مجالات عديدة مثل الكهرباء والميكانيكا والإنشاءات المعمارية والمخابز والمطاعم والمطابخ وغيرها من الأعمال. ثقافة العيب تحتاج ان نتخلص منها من خلال إبراز الأيدي الوطنية التي تعمل في أي مهنة،والعمل على تجريم من يستنقص من أي مهنة يدوية، والتوسع في قبول الطلاب والطالبات في المعاهد المهنية، ودعم التوطين في شتى الحرف والمهن.
ختاما.. انصح الشباب والفتيات بالاستفادة من ما وفرته حكومتنا الرشيدة من بنوك وصناديق حكومية خصصت لدعم الشباب لشق طريقهم في العمل الحر من خلال القروض التي تقدم بدون فوائد وكما يقال "مهنة في اليد أمان من الفقر" بإذن الله.