النهار

٠٧:٣٨ م-٢٤ فبراير-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٧:٣٨ م-٢٤ فبراير-٢٠٢٥       12980

بقلم:  جيلان النهاري
من أهالي الأحياء السكنية تحية تقدير وإعتزاز مهمة إلى مقامات وزارة البلديات والإسكان، وزارة البيئة والمياه والزراعة، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الطاقة.
في الحي الذي نسكنه أنسنة نموذجية قائمة في حَيُّنَا حديقة نموذجية، ومسجد مرتبة ونظيفة مرافقه، شوارع حَيُّنَا مُرَصَّفَة وتحمل على جنباتها اللوحات المرورية الإرشادية حسب المصطلحات العالمية، طرقات حَيُّنَا مخططة كماهو معتمد عالميا، لا تجد حفراً ولا بروزاً نتيجة إنتهاء من صيانة أو أعمال تمديد خدمات البنية التحتية، أو حتى في حال وجود مطبات لتنظيم السرعة وتحقيق السلامة أمام التجمعات التعليمية والتقاطعات الداخلية في الحي فهي نموذجية مدهونة بألوان فسفورية وإشارات تحذيرية واضحة، في حَيُّنَا التشجير مُوَحَّدا متناسقا، وتوزيع أعمدة الإضاءة، وكباين محولات الطاقة مدروسة مواضع تثبيتها، ومواقع العدادات السكنية فلها مواصفات معينة موجودة في موقعها النموذجي حين تم التخطيط والتجهيز لبناء الحي، ولم يتم نقلها داخل المباني وتغيير مواقعها لمصلحة مستفيد بمجرد رؤية من مقاول يرغب في زيادة مترية، وتساهل أو سطحية مراقب لا يجد في ذلك ضررا، مع أنه يمكن أن يكون الضرر تشوه بصري وقد يكون أكبر من ذلك في أمر يختص بسلامة أفراد العوائل الساكنين في المبنى وخاصة الأطفال، وكذلك طريقة تثبيت عدادات المياه، و توزيع مواقع أغطية غرف الصرف الصحي وجودتها، وتمديدات وجمالية شكل وجودة علب تمديدات الألياف البصرية.
في حَيُّنَا حاويات النفايات متقدمة ومتعددة الألوان للفرز حسب نوعية النفايات كالقابلة للتدوير أو القابلة لحفظ الأغذية من التخمر والتعفن أو تلك المعرضة للأكسدة والتفاعلات الكيميائية والسَامَّة.
في حَيُّنَا لا يمكن أن تجد مبنىً متهالكا، أو لون طلاءه تأكله الرطوبة أو متخدشة ومتشققة جدرانه، أومتشوها بإضافات أدوات أو أبنية مُشَوِهَة خادشة لجمالية الحي حين النظر إلى هيئته بتشوه مسكن من مساكنه في شكله وهندسته الجمالية.

سكان حَيُّنَا منتظمون مهتمون يمتلكون ذائقة راقية في الحفاظ على جمالية إنسيابية الحركة أمام بيوتهم من حيث إلتزامهم في كيفية نظامية ركن مركباتهم، من خلال تهيئة مواقف مجهزة حسب المخطط المعتمد لها من الدائرة البلدية التابع لها حَيُّنَا، وحقيقة سكان حَيُّنَا متفاعلون ومتجاوبون ودقيقون في ملاحظاتهم، ولا يترددون من السعي إلى توصيل مطالباتهم أن تم إهمال الجهة المسؤلة من قيامها بمهامها في أنسنة الحي، ولن يترددوا أيضا في الإبلاغ عن أي خلل أو تقصير أو إضرار يلمس نموذجية الحي ناتج من مقدمي الخدمات والقطاعات الذين يتبعون لها عاملين ومسؤلين، سواء كانوا المقاولين المقدمين للخدمات أو المراقبين المعتمدين من تلك القطاعات.

في حَيُّنَا هناك جولات رقابية دورية ترصد وتخالف كل خلل قد يُشَوِّه المنظر الجمالي للحي، أو إهمال في أعمال مقاول لم يلتزم بطرق السلامة في تقديم خدماته من توفير لوحات تحذيرية نظيفة غير متهالكة وإضاءة مطابقة لشروط العمل، أو الإيفاء بالموعد المحدد في إنهاء أعماله وكذلك إتباعه معايير جودة إغلاق المهمة دون أن يسبب عيوبا نتيحة عدم تحمله مسؤلية إكمال الأعمال بمعايير الجودة المطلوبة منه وإهمالها، أو لضمان نقص الرقابة والتساهل فيها وفي تطبيق معايير الجودة الملزمة له، كالحفاظ على شكل الطريق أو الشارع بإستكمال الترصيف ورسم التخطيط النظامي الذي قد يُمحَى نتيجة الحفر والردم والتَّعبِيد لهما، كما أنه في حَيُّنَا هناك رقابة مرورية للطرق ورصد نظامية ركن المركبات، وتحرير المخالفات لأي وقوف غير نظامي قد يحدث أمام المساكن ومراكز خدمات الحي.

حَيُّنَا نموذجي فالمركز التجاري نظيف وتم بناؤه حسب الرسم المعتمد والمرخص له من الجهة المشرفة، ومتناسب مع جمالية ونمذجة الحي، وإن وجدت في أطراف الحي عمارات بها دكاكين تجارية أراد القدر وأرادت البلدية المشرفة عليه والمانحة لتصاريح البناء التابع لها الحي بأن تحوله من حي سكني عبارة عن مباني وحدات فلل سكنية فقط، لِيَتَغَيَّر إلى واجهات طرفية تجارية عبارة عن عمائر سكنية تجارية في أطرافه، فتجد أن تلك العمائر والدكاكين التابعة لها تحمل شكل جمالي متناسق من حيث اللوحات التعريفية والإعلانات والإضاءات والديكورات الخارجية للعمائر والدكاكين.

صحيح أن مجلس الحي ليس مؤثر في أن يضع تصوراته وتنظيمه لاستدامة نموذجية الحي ربما لأن مساحته لا تصل إلى مواصفات الأحياء الكبيرة المساحة المتواجد بها، ككبر حجم التعداد السكاني، أو كبر عدد وحجم الأبنية، أو لأن مجلس الحي معطل الصلاحيات، أو لم يُعطىَ التمكين من المشرع الإداري الممثل في وزارة البلديات والإسكان والمعنية بالتنسيق مع زميلاتها من الوزارات الموكل لها تقديم  خدمات البنية التحتية  في أن يكون هذا المجلس فاعلا لتحقيق الإستدامة النموذجية للحي، وهذا من أهم مستهدفات التحول الوطني وتحقيق رؤية السعودية 2030 في الأنسنة المخطط لها لجميع مناطق الوطن ومحافظاتها وقُرَاها.