اللواء ركن م -حسين محمد معلوي

٠٩:٤٨ ص-٢١ فبراير-٢٠٢٥

الكاتب : اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
التاريخ: ٠٩:٤٨ ص-٢١ فبراير-٢٠٢٥       20405

بقلم: اللواء الركن متقاعد. حسين محمد معلوي 

في ذكرى  يوم التأسيس  قبل ثلاثمائة عام يحتفل الشعب السعودي هذه الأيام بذلك اليوم الذي تأسست فيه للمملكة العربية السعودية، ولا شك بأن جميع وسائل الإعلام و مئات الكتاب والمحررين والمدونين وكافة وسائل التواصل الإجتماعي سوف يتناولون هذا الموضوع بالقصص و المقالات والمقابلات في اعمدة الصحف وصفحات المجلات ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة لإبراز المعاني الساميه ليوم التأسيس لمملكة الخير والعطاء والنماء، وهنا يحتار اي كاتب في هذا الشأن عن أي عنوان وأي مجال يبرز فيه ما يليق بفرحة  يوم التأسيس  ومعانيه وآثاره لدى قيادة الوطن والمواطنين، فهل يكتب عن الجانب السياسي السعودي الذي وصلت فيه قوة السياسة السعودية إلى حد التوسط بين أمريكا وروسيا لحل أزمة الحرب الأوكرانيه وغيرها والى أن تكون السعودية ربما البلد الوحيد الذي له علاقات طيبة ومصالح مع جميع الدول الكبرى علاوة على علاقاتها المتميزة مع الدول الأخرى !!، لقد سجل التاريخ أن السياسة السعودية هي التي وقفت سداً منيعاً ضد تهجير الفلسطينيين من غزة وضد استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضدهم ورفض التطبيع مع اسرائيل الا بعد الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ م وعاصمتها القدس الشرقية. 

إن السياسة السعودية هي التي حمت وحافظت على الشعب السوري واللبناني من المهالك والتبعية التي عاشوا فيها وهددت كياناتها!!.

أما في الجانب الإقتصادي فالمعلوم أن السعودية إحدى دول المنتدى الإقتصادي للدول العشرين ( G20 ) الذي يضم أكبر اقتصاديات العالم وهذا يكفي للدلالة على قوة ومتانة وقدرات الاقتصاد السعودي. 

إن من اسباب قوة السعوديه عالمياً ثقلها الحضاري المتمثل في وزنها الإجتماعي و التراثي و الديني و قوتها العسكرية !! فكل عنوان من هذه العناوين و غيرها يحتاج الى مجلد للإلمام بكل جوانبه وتفاصيله، ولكنني في هذا المقال سألجأ الى سياق مختصر الخص فيه ماستطعت من العناوين والمجالات الرئيسيه لأوضح بأن المحللين والمراقبين والأصدقاء والأعداء قد لاحظوا الفرق والبون الشاسع بين السعودية في الماضي والحاضر، ففي الماضي قبل الحكم السعودي الذي اسسه الإمام محمد بن سعود رحمه الله لم يكن هناك دولة ولا حكومة ولا شعب، فما كان موجود هو مجموعة من القبائل المتناحرة والمتناثره التائهة في الصحاري والأودية والجبال وهي في صراع دائم فيما بينها وصراع من اجل البقاء مع الظروف البائسه والطبيعة القاسيه ومع الجوع والفقر والجهل والخوف والمرض، تلك العوامل التي تحكمها في جغرافيتها القبلية الضيقه التي وصفها الرسول (ص ) بأنها نتنه، أما دستورها فهو ما عرف بقانون القبيله وكل قبيلة لها شأنها وقوانينها وديرتها وشيخها الآمر الناهي، وبالتالي فإن الإنهيار التام والتخلف في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والجهل بدين الاسلام والغزو لغرض الأخذ بالثأر أو السلب والنهب و الحنشله هي عناوين مرحلة ما قبل  يوم التأسيس  للدولة السعوديه الأولى، وعندما نقارن بين ماضي البلاد السعوديه وحاضرها نكتفي بما ذكر من عناوين في هذا المقال تدلل على الواقع المؤسف للأوضاع في الماضي اضافة الى ما ذكرته كتب التاريخ وسجله المؤرخون عن الحالة المؤسفة المؤلمه في تلك الفتره للجزيرة العربيه وسكانها والتي عنوانها البؤس والشقاء مما فرض على كثير من قبائل الجنوب ونجد والحجاز الهجرة الى الشمال وشرق السودان وما زالت تلك القبائل في الشمال وخارج الحدود السعوديه الى يومنا هذا وبنفس مسميات شقيقاتها التي لم تهاجر وبقيت في داخل الحدود السعوديه . وعندما ينتقل المحللون والمتابعون الى الواقع في الزمن الحالي يجدونه مختلف تماماً عن الأوضاع في الماضي لدرجة صعوبة و استحالة المقارنة بين واقع الماضي والواقع الحالي لعدم التكافؤ في المقارنة وكأن المحلل الذي يريد المقارنة يقارن بين شيئ ولا شيئ !!.

إن جميع المحللين والمتابعين والمراقبين يرون أن السعودية في هذا الزمن تحولت إلى دولة عظمى من دول الصف الأول المتقدمة في العالم لكونها قوة سياسية واقتصادية هائله كما ورد في هذا المقال بسبب ما حققته من تقدم وَرُقِيْ في كل المجالات وبدون استثناء فصارت من الدول القليلة التي تفخر وتفاخر بقدراتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية و الإجتماعية و الإعلامية و التكنولوجيه و العسكرية و العلمية والإختراعات و الإبتكارات وغيرها ... وتفاخر السعودية كذلك بأن الله جعلها مهبطاً للرسالة المحمدية وحامية للحرمين الشريفين في مكة والمدينة مما جعلها تحمل كذلك لقب بلاد الحرمين وملوكها يحملون لقب خادم الحرمين الشريفين وهذه نعمة من نعم الله على السعودية التي يستخرج من أعماق صحاريها و نفوذها كثير من كنوز الأرض ومنها ماعرف بالذهب الأسود ( البترول ) وغيره من المعادن فأنفقت الحكومة السعودية المداخيل من هذه الثروات لخدمة شعبها فشيدت المدن حتى تحولت كل قرية وهجرة إلى بلده وكل بلدة إلى مدينة وكل مدينة الى دويلة لكبر حجمها ومساحتها وعدد سكانها . لقد بنت السعوديه الطرق والمطارات والموانئ وصار لديها أساطيل نقل في البر والبحر والجو لا تضاهى وصار لديها جيشاً قوياً يمتلك القوة والقدرات البريه والجوية والبحريه الضاربة لحماية الوطن . لقد دعمت الحكومة السعودية المواطن ليكون له وظيفه ويبني له مسكناً ويمتلك سيارة ويكون له أسرة واطفال حتى زادت اعداد شعبها أضعافاً مضاعفه عن الماضي ذلك الشعب الوفي الصادق الفخور بحكامه العادلين الأمناء الحريصين على سلامة وطنهم ومواطنيهم. 

إن صرار الملوك السعوديون على تنمية شعبهم وارضهم ودعم الأفراد والمؤسسات الخيرية المنوعه والقطاع الخاص والاستثمارات المتنوعة في الداخل والخارج في كل المجالات قد انعكس على مستويات عديدة في الاقتصاد والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والإعلامية والعسكرية والأمنية والحضارية والسياحية، فأقاموا المدارس والمعاهد والجامعات وأنشأوا المستشفيات و الطرق وتم إعمار الحرمين الشريفين والاهتمام بالزراعة والصناعة ودعم مشاريع التنمية الحكومية ومشاريع استثمار القطاع الخاص الربحية وغير الربحية، كذلك تم فتح أبواب الابتعاثات الخارجية في كل التخصصات، فعاد الشباب السعودي بشهاداتهم العلمية والتقنية ليخدموا في بلادهم ويرفعوا بأفكارهم وسواعدهم جودة الحياة لأبناء وطنهم بلاد الحرمين الشريفين … ارض المحبة الخير والعطاء، وعمود الإرتكاز للأمة العربية والأمة الإسلامية.