

لواء م عبد الله ثابت العرابي الحارثي
الإعلام بالحج... الواقع والتطلعات.
تشرفت بخدمة مليكي ووطني وضيوف الرحمن ما يقارب ثلاثة عقود منها 19عاما متحدثا لقطاع الدفاع المدني بالحج وأشاهد وأشهد وأرى عن قرب الجهود العظيمة المتجددة والمستمرة التي تقدمها دولتنا -أيدها الله- منذ تأسست وحتى اليوم مبادرات ومشاريع جبارةعظيمة على كافة الأصعدة من أجل أن يؤدي ضيوف الرحمن نسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة بل تجاوزات ذلك حكومتنا الرشيدة إلى جودة الحج ورفاهية الحاج، وهذه الجهود لا تحتاج والله إلى تلميع أو دعاية بل تحتاج مهارة في إظهارها وتسليط الضوء عليها إعلاميا.
لا شك أن هناك جهودا إعلامية تقوم بها كافة الجهات الحكومية المشاركة في خدمة الحجيج ونذكر بعض المبادرات على سبيل المثال لا الحصر (المؤتمر الصحفي بالحج) والذي أوصت به لجنة الحج المركزية عندما رصدت ضعف التعاطي الإعلامي بالحج مع جهود الدولة ومنجازاتها وبدأ هذا المؤتمر عام 1423 وأستمر حتى الآن تحت مظلة مقام وزارة الداخلية التي وفرت وهيئت له كل سبل النجاح ،وتشارك به جهات حكومية، والمثال الآخر هو الوفود الإعلامية التي تستضيفهم وزارة الإعلام وتنظم لهم جولات للجهات الحكومية المشاركة بالحج وكنا نلمس والله اندهاشهم مما يشاهدونه من خدمات وبالذات عندما نخبرهم أن هذه المقار والتجهيزات والآليات المتطورة والحديثة هي مخصصة للحج فقط، لا أعلم أن كانوا مستمرين في هذه المبادرة أم لا، أتمنى استمرارها مع بعض التطوير مثل أن يكون هناك تنوع جغرافي واختيار نوعي وفق قيمة الصحفي ووسيلته وأن يسهموا معهم في صناعة محتواهما وفق سياستهم الإعلامية ووفق أولويات مع تسليط الضوء على المشاريع العملاقة والجديدة في كل عام وأن يتم توثيقية والترويج له.
يسجل لمقام وزارة الداخلية أنها عقدت بالتعاون مع جامعة أم القرى (ندوة الإعلام بالحج) قبل عقدين أو أكثر من الزمان وقدمت في هذه الندوة العديد من أوراق العمل العلمية وقد أسهمت نتائج هذه البحوث في تصحيح العديد من الاجهزة خططها ومنها الدفاع المدني باتجاه خططنا الإعلامية والتوعية.
السؤال أو الاسئلة المطروحة، هل تم بعد المؤتمر أي ندوات أو مؤتمرات أو دراسات من قبل الجامعات والمراكز البحثية أو الجهات المعنية للتحقق إن كانت هذه الجهود الإعلامية في مسارها الصحيح وتحقق الأهداف المرجوة منها ،هل هي كافية هل هي معبرة عن واقع حال الخدمات المتميزة التي تقدم كل عام لضيوف الرحمن، هل استطاع الخطاب الإعلامي تغطيتها وإظهارها بشكل مهني واحترافي هل الخطاب والمحتوى الإعلامي يخاطب الآخر هل هناك محتوى إعلامي بلغات عالمية لتتضح الصورة للرأي العام العالمي، هل هناك دراسات علمية درست محتوى الحملات الشعواء التي تظهر كل عام مع مواسم الحج وتحليلها وتفنيد أهدافها ومحتواها ومن يقف خلفها لوضع الخطط الإعلامية لمواجهة ما يقوم به الخبثاء من الحاسدين الذين يسخرون كافة أدواتهم ومناقضاتهم لتظليل الرأي العام العالمي، وما يقومون به ظلما وعدوانا من تصغير المنجزات والتشكيك فيها وتكبير الحوادث البسيطة وتضخيمها والترويج لها.
بزعمي أن الجهود الإعلامية بالحج تحتاج إلى تطوير بالمحتوى وتطوير في الأدوات والقوالب وتعدد المنصات وأنها تحتاج مظلة توحد جهودها وتديرها بطريقة احترافية ومهنية عالية
الأمل أن تتطلع وزارة الإعلام وبالتعاون مع الجهات الحكومية بهذا الدور لما تمتلكه من أدوات وخبرة ومهارة وعلاقات، فخطابنا الإعلامي بالحج في جله موجه للداخل الذي يعرف ويدرك ويعي الأدوار والجهود التي تقوم حكومة المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج وجزء بسيط من هذه الجهود الإعلامية ومن الخطاب الإعلامي موجه للآخر.
والأمل والرجاء أن نرى هذا العام مبادرات إعلامية خلاقة تتواءم مع ما يقدم بموسم الحج من جهود لا تخطيها عين الرقيب المنصف المحايد، فكما أسلفنا يكفينا فخرا أن نملك مهارة التعريف بالمنجزات والمبادرات الموجودة والواضحة على أرض الواقع للعالم وأن ندحر المتربصين بالحقائق والأرقام والصور بلغات العالم الحية وعبر منصات إعلامية وطنية وعالمية وأن ينتصر صوت إعلامنا ويعلو بالحقائق على خفافيش الظلام ويسكتهم.
لواء م عبد الله ثابت العرابي الحارثي

