النهار

١٠:٢٨ ص-١٣ فبراير-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٢٨ ص-١٣ فبراير-٢٠٢٥       14190

بقلم-محمد فرشاد فائز الرحمن
طالب دراسات عليا بجامعة الملك خالد

تحتفل سريلانكا والمملكة العربية السعودية في نهاية  عام 2024 بمرور خمسين عاماً على إقامة  العلاقات الدبلوماسية  بينهما، وهو حدث تاريخي يعكس عمق التعاون والشراكة الاستراتيجية التي جمعت البلدين، تهدف هذه المقالة إلى تحليل تطور العلاقات الثنائية بين سريلانكا والسعودية، مع التركيز على الجذور التاريخية، والإنجازات الدبلوماسية، والشراكات الاقتصادية، والتبادلات الثقافية والدينية، والدعم السياسي والإنساني المشترك، كما تتناول المقالة آفاق التعاون المستقبلية بين البلدين في مجالات مثل السياحة، التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، تُختتم المقالة بتأكيد أهمية هذا اليوبيل الذهبي كمنصة لتعزيز العلاقات الثنائية وبناء مستقبل مشترك يعزز الاستقرار والتنمية المستدامة.

تُعد  العلاقات الدبلوماسية  بين سريلانكا والمملكة العربية السعودية نموذجاً للتعاون الاستراتيجي الذي يجمع بين البلدان ذات الخلفيات الثقافية والجغرافية المتباينة، منذ إقامة العلاقات الرسمية في عام 1974، شهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد، الثقافة، والسياسة، يُعتبر اليوبيل الذهبي لهذه العلاقات فرصة لتقييم الإنجازات السابقة واستشراف آفاق التعاون المستقبلية.

الجذور التاريخية للعلاقات

تعود جذور العلاقات بين سريلانكا والسعودية إلى قرون مضت، حيث كانت موانئ سريلانكا نقطة التقاء للتجار العرب الذين جلبوا معهم التوابل والأقمشة والمواد النفيسة. هذه التفاعلات المبكرة أسست لعلاقات تجارية وثقافية قوية، مما مهد الطريق لتعاون أعمق في العصر الحديث.

 إرساء العلاقات الدبلوماسية  

في عام 1974، تم تأسيس  العلاقات الدبلوماسية  الرسمية بين سريلانكا والسعودية، مما فتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي. منذ ذلك الحين، تم تعزيز العلاقات من خلال تبادل الزيارات الرسمية والاجتماعات على أعلى المستويات، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية.

 الشراكة الاقتصادية والتنموية 

تُعد السعودية شريكاً اقتصادياً رئيسياً لسريلانكا، حيث يعمل آلاف السريلانكيين في المملكة في قطاعات مثل البناء والرعاية الصحية، تُشكل الحوالات المالية التي يرسلها هؤلاء العاملون مصدراً مهماً لدعم الاقتصاد السريلانكي، بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الاستثمارات السعودية في مشاريع البنية التحتية والتعليم في سريلانكا في تعزيز التنمية الوطنية.

التبادلات الثقافية والدينية

يُعد الإسلام جسراً للتواصل بين الشعبين، حيث يسافر العديد من المسلمين السريلانكيين إلى السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة، كما تشهد البرامج التعليمية المشتركة، خاصة في الدراسات الإسلامية وتعلم اللغة العربية، تبادلاً ثقافياً غنياً يعزز التفاهم المتبادل.

الدعم السياسي والإنساني المشترك

على الصعيد السياسي، تدعم سريلانكا والسعودية بعضهما البعض في المحافل الدولية، مما يعكس التزامهما المشترك بتعزيز الأمن والاستقرار، كما قدمت السعودية مساعدات إنسانية لسريلانكا في أوقات الأزمات، مما يعكس روح التضامن بين الشعبين.

آفاق التعاون المستقبلية

ينظر البلدان إلى المستقبل بعين التفاؤل، مع التركيز على توسيع نطاق التعاون في مجالات جديدة مثل:  

- السياحة: جذب المزيد من السياح السعوديين لاكتشاف الطبيعة والتراث السريلانكي.  

- التكنولوجيا والابتكار: تعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي والبحث العلمي.  

- الطاقة المتجددة: إقامة مشاريع مشتركة في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة.

 ختاما

يمثل اليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين سريلانكا والسعودية محطة هامة في مسيرة التعاون الثنائي، إن تجديد الالتزام بالشراكة الاستراتيجية يعكس الرغبة في بناء مستقبل مشترك يعزز التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي، يُعتبر هذا الاحتفال فرصة لتقييم الإنجازات السابقة وتحديد مسارات جديدة للتعاون، مما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.

- تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.  

- زيادة التبادلات الثقافية والتعليمية لتعزيز التفاهم المتبادل.  

- توسيع نطاق التعاون في مجال السياحة لتعزيز الاقتصاد الوطني لكلا البلدين.