النهار
بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني
تطورت ديات القتل بشكل كبير في أوساط المجتمع، مع نشاط متزايد لسماسرة الدماء للاستفادة من هذه التجارة الرابحة التي تدر عليهم دخلا كبيرا.
وأصبح هذا الأمر شغلهم الشاغل، وكأنهم يقولون اللهم زد وبارك لنا فيما رزقتنا، ومعهم ينشط وجهاء ذلك المجتمع لحث الأفراد على المشاركة في "قطة القتل" التي أصبحت تؤخذ منهم بسيف الحياء؛ ويدفع الكثير هذه "القطات" وهم مكرهين، حتى لايقال فلان العبارة الشهيرة "سود الله وجه ما وقف مع جماعته" في مثل هذا الظرف المهم.
رواتب بعض أفراد المجتمع أصبح جزءا منها يذهب إلى هذه الديات وكأنها ملازمة لهم مثلها مثل فواتير الكهرباء والاتصالات والماء والأقساط لابد ان تدفع او تقطع صلتك بذلك المجتمع الذي يتنافس على جمع الديات ويتجاهل بقية أعمال الخير التي تخدم بعض أفراد المجتمع.
ملايين الريالات أصبحت تدفع في سبيل العفو عن هذا وذاك، ووصلت مبالغ الديات إلى أرقام فلكية وصلت في بعض الأحوال إلى (75)مليون ريال.. أسباب ارتفاع مبالغ الديات تعود من وجهة نظري إلى خمسة أسباب رئيسية هي:
- محاولة من ذوي المقتول لعدم التنازل برفع قيمة الدية المطلوبة، لتعجيز ذوي القاتل في عدم القدرة على دفع المبلغ الكبير.
- قيام الوسطاء من سماسرة الدم بالاتفاق مع ذوي المقتول لرفع قيمة الدية لحصولهم على نسبة السمسرة.
- دفع المبالغ الضخمة من قبل بعض الأشخاص لسداد بعض الديات.
- استخدام العاطفة الدينية في توجيه المجتمع للمشاركة في دفع الديات تحت ستار عتق رقبة مع العلم ان الوضع لا يتعدى دية فقط وليس عتق رقبة
- وجود أصحاب مصلحة من البعض في التأثير على أفراد المجتمع لتحقيق مصالح شخصية.
هذه السلوكيات يجب ان تنتهي من خلال تحديد سقف أعلى للديات، وفرض ضريبة، ومنع التجمعات لجمع الأموال، حتى تعود الديات الى سابق عهدها، مع توعية المجتمع بأعمال الخير الأخرى التي لها أهمية كبرى في إنقاذ الأرواح، فعمل الخير لا يقتصر على دفع الديات.
بل هناك أهم منها مثل بناء المستشفيات والمراكز الصحية، وتوفير سيارا ت الإسعاف ومراكز الكلي وغيرها من الخدمات امتثالا لقول الله تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).