

النهار
بقلم: د.لولوه البورشيد
تشهد الأراضي الفلسطينية تاريخاً طويلاً من المعاناة والمعارك المستمرة، حيث أن الصراع في قطاع غزة يظل أحد أكثر الأزمات الإنسانية والسياسية تعقيداً في العالم.
مع إعلان وقف إطلاق النار، يطرح الكثيرون تساؤلات هامة حول مستقبل الشعب الفلسطيني وإمكانية استعادة حقوقهم وأراضيهم بعد سنوات طويلة من الاحتلال.
وبعد سنوات من الحرب والدمار، وقف إطلاق النار في غزة ببداية جديدة، ولكن مع تحديات وآمال متعددة. السؤال الكبير هو: ما هو مستقبل غزة بعد هذا الوقف؟
الآمال الكبرى تتمثل في إعادة بناء القطاع. غزة تحتاج إلى إعادة إعمار شاملة لبنيتها التحتية المدمرة من الحرب، بدءًا من المنازل والمدارس ومرورًا بالمستشفيات.
هذا البناء يمكن أن يعيد للناس شعورهم بالأمان والكرامة، ويفتح فرصًا للعمل والنمو الاقتصادي.
مع ذلك، التحديات تظل هائلة.
الحصار الإسرائيلي الدائم يعني أن دخول المواد البنائية والمساعدات الإنسانية سيكون محدودًا، مما يؤخر عملية الإعمار.
وبالإضافة إلى ذلك، البطالة العالية في غزة تزيد من الصعوبة في بناء مستقبل اقتصادي مستدام.
التحدي الأكبر ربما يكون في السياق السياسي. ما هو دور السلطة الفلسطينية في غزة، وكيف ستتفاعل مع حماس؟ هل يمكن توحيد القيادة الفلسطينية لتقدم حلاً موحداً للصراع؟ هذه الأسئلة تطرح تحديات داخلية تحتاج إلى حل قبل تحقيق السلام الحقيقي.
السلام والكرامة لا يمكن أن تأتي بدون الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ودون حل سياسي يحترم هذه الحقوق.
وقف إطلاق النار يمكن أن يكون بداية، لكن السلام الدائم يحتاج إلى إرادة سياسية من جميع الأطراف، وتدخل دولي فعال لضمان تنفيذ الاتفاقيات.
مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار يعتمد على مدى قدرتنا على تحويل هذه الآمال إلى واقع، وتحويل التحديات إلى فرص.
السلام والكرامة للفلسطينيين في غزة ليست فقط حلمًا، إنها حق يجب أن يتحقق.
وإن وقف إطلاق النار يمثل بداية جديدة، ولكنه ليس نهاية المطاف، استعادة الحقوق والأراضي يتطلب جهوداً مستمرة وتضامنًا عالمياً، الشعب الفلسطيني يستحق فرصة للسلام والكرامة، وللعيش في وطنهم بحرية.
ومع ذلك، يجب أن يكون هناك التزام جاد من جميع الأطراف، سواء الداخلية أو الدولية، لتحقيق هذا الهدف.

