

النهار
بقلم - د. طارق بن حزام
يعتبر كل من الأمن الفكري والأمن السيبراني ركيزتين أساسيتين في بناء مجتمع مستقر وآمن في العصر الحالي، وهما جزءًامن
منظومة حماية المجتمع في العصر الرقمي هذه العَلاقة تتجسد في تأثيرات الفضاء الرقمي على الفكر والعقيدة، بالإضافة إلى تأثير الفكر المتطرف أو المضلل على الأنظمة الرقمية،فمن خلال دمج هذه الجهود، يمكن مواجهة التحديات الفكرية والتقنية بشكل متكامل وفي المستقبل سيظل تعزيز الوعي الفكري الرقمي، من الأولويات لتحقيق بيئة آمنة ومستقرة للأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم تتجسد العَلاقة بين الأمن الفكري والأمن السيبراني في عدة نقاط أساسية:
1.نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة
حيث،يجب،أن تعمل المؤسسات على تصفيةهذه المعلومات،وحماية الأفراد من التأثر بالأفكار الضارة عبر الإنترنت،وتطبيق تقنيات أمنية مثل فحص المحتوى وتحديد المصادر الموثوقة.
2.الهجمات الفكرية عبر الإنترنت
في هذه الحالة،يمكن للأمن السيبراني أن يلعب دورًا حيويًا وذلك أن مراقبة هذه الأنشطة وحظر المحتويات التي تروج التطرف،بينما يسهم الأمن الفكري في،بناء مناعة من هذه الأفكار بالرجوع إلى التوعية والتعليم.
3.الحماية من القرصنة الرقمية للأفكار
في بعض الأحيان لا تقتصر الهجمات الإلكترونية على سرقة البيانات فقط،بل يمكن أن تشمل أيضًا اختراق منصات الإنترنت بهدف نشر أفكار متطرفة أو تحويل النقاشات العامة في اتجاهات مضللة. الحماية من هذه الهجمات تتطلب تفاعلًا بين الأمن الفكري والسيبراني؛ حيث يتعاونان لحماية الأفراد والمجتمعات من التأثيرات السلبية التي قد تحدث نتيجة لهذه الهجمات،سواء كانت فكريّة أو تقنية
4.بناء الوعي الرقمي
يشترك الأمن الفكري والأمن السيبراني في هدف،بناء وعي رقمي سليم بين الأفراد انطلاقًا من توعية الأفراد بكيفية استخدام الإنترنت بشكل آمن ومسؤول وتوجيههم للتفكير النقدي في استهلاك المعلومات،يمكن تقليل تأثير المعلومات المغلوطة والأفكار الضارة من ناحية أخرى،يساعد الأمن السيبراني في تأمين منصات التعليم والتوعية الرقمية من الهجمات التي قد تهدف إلى تعطيل أو تشويه هذه الجهود.
التحديات المستقبلي
5• تزايد الهجمات السيبرانية الموجهة ضد الأمن الفكري:
مع تطور تقنيات الهجوم الإلكتروني مثل الذكاء الاصطناعي قد تصبح الهجمات السيبرانية أكثر تطورًا وتعقيدًا قد يتم استخدام هذه التكنولوجيا لشن حملات تضليل فكري على نطاق واسع، مما يستدعي التعاون المستمر بين مجال الأمن السيبراني والفكر لحماية المجتمع.
•حماية الأجيال الشابة: الأجيال الشابة هي الأكثر تعرضًا لتأثيرات الإنترنت والمحتوى الرقمي يواجه الأمن الفكري والسيبراني تحديًا كبيرًا في تعليمهم كيفية التعامل مع المحتوى المتنوع على الإنترنت وكيفية حماية أنفسهم من،التأثيرات،السلبية سواء كانت فكرية أو رقمية.
خاتمة
إن العَلاقة بين الأمن الفكري والأمن السيبراني هي عَلاقة تكاملية في مواجهة التحديات المعاصرة في عصر الإنترنت، لم يعد من الممكن فصل هذه الجوانب عن بعضها البعض، حيث إن الحفاظ على الفكر السليم يتطلب حماية المعلومات والبيانات والحفاظ على الأمان السيبراني يحتاج إلى نشر ثقافة فكرية سليمة تمكن الأفراد من التصدي للأفكار المتطرفة والمضللة هذه الجهود المشتركة تساهم في بناء مجتمع آمن ومستقر في ظل عالم يتغير بسرعة.

