الكاتب : حمد وهب الملحم العنزي
التاريخ: ٠٥ يناير-٢٠٢٥       46860

‏بقلم - ‏حمد وهب الملحم العنزي

التجانس الثقافي هو مفهوم يشير إلى مدى التشابه بين ثقافات مختلفة أو درجة قبول الفرد أو المجتمع لخصائص ثقافية غير مألوفة. وهو القدرة على التعايش مع الآخر بغض النظر عن الاختلافات الثقافية المعنوية (مثل مستوى التدين، القبيلة، الجنس، الجنسية) أو المادية (مثل نوع المهنة، المستوى الاقتصادي).
‏في الغالب الدول ذات القومية الواحدة او الديانة نفسها او الإقليمية تتجانس في اغلب ثقافتها ويكون التباين قليل والتشابه الثقافي يكون رباط قوي بين الشعوب.
‏ومن المهم احترام ثقافة الاخرين ليتقبلوا ثقافتنا، فالثقافة تدخل ضمن حرية الرأي عندما لا تتعارض مع حريتنا، من الجميل التعرف على ثقافة غيرنا والاستفادة منها إذا كانت تناسبنا ولا تتعارض مع قيمنا ومبادئنا، فيجب الاعتزاز بالهوية الثقافية والحفاظ عليها، والتعامل مع الثقافات الأخرى باعتدال ووسطية.
‏في هذا العصر يبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي في التعرف على ثقافة الغير لكسر الحواجز ومد جسور التعاون في شتى المجالات خاصة في المجال الاقتصادي، وكذلك نشر المحبة والسلام.
‏يشمل  التجانس الثقافي  نمط الحياة، والاتجاهات في الملابس، والطعام، والترفيه، والموسيقى، أو التغييرات التي مرت بها مختلف أشكال التعبير عن الثقافات مثل التقاليد، والرقصات، والحرف اليدوية، وغيرها.
‏ان  التجانس الثقافي  هو مفهوم يشير إلى الدرجة التي يمكن لفئات مختلفة من المجتمع أن تعيش معًا بسلام، مع احترام وفهم للاختلافات الثقافية بينها. يتضمن هذا المفهوم عدة جوانب منها التكامل الثقافي حيث تتفاعل الثقافات مع بعضها البعض، مما يؤدي إلى تبادل العادات، التقاليد، والقيم، ولكن دون فقدان الهوية الثقافية الخاصة بكل مجموعة، والتعايش وهو يشير إلى قدرة الأفراد والمجتمعات على العيش معًا بطريقة تعزز السلام والتسامح رغم الاختلافات الدينية، العرقية، أو اللغوية، والتأقلم وهو عملية يمر بها الأفراد أو المجموعات الجديدة الذين ينتقلون إلى مجتمع آخر ليتعلموا كيفية التعامل مع الثقافة الجديدة دون خسارة هويتهم الثقافية الأصلية كالطلبة الذين يبتعثون للدراسة بالخارج، يحافظ الأفراد على عناصر هويتهم الثقافية ولكن يتعلمون كيفية تكييفها مع المجتمع الجديد أو المحيط الثقافي الجديد.

‏التجانس الثقافي ليس بالضرورة أن يعني الانصهار الأوحد للثقافات، بل يمكن أن يكون مزيجًا من الحفاظ على الهويات الثقافية المتعددة مع التعايش السلمي. هناك من ينظر إلى  التجانس الثقافي  كعملية إيجابية تعزز التفاهم والتسامح، في حين يرى آخرون أنه قد يؤدي إلى فقدان بعض الامتيازات الثقافية أو تقليل من أهمية الهويات الثقافية المميزة.

‏في ظل العولمة، تصبح هذه المسائل أكثر تعقيدًا حيث يتفاعل الناس من ثقافات مختلفة بشكل يومي عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يفتح آفاقًا جديدة للتجانس الثقافي لكنه في الوقت نفسه يطرح تحديات جديدة فيما يتعلق بالهوية والتعايش.