

جيلان النهاري
بقلم - جيلان النهاري
خان الثقة، وخان العهد، وأستغل تأمينك له، ونشر عنك كل ماليس فيك وطَعًّمَهُ بقصاصات تساعد على إثبات أن كل ماذكره من السوء فيك كان صدقا.
وعدته بحمايته والخوف عليه والحفاظ على مكانته وحمايته وتقدير ظروفه والوقوف بجانبه، فجاءته لحظة ما ظن أنك ملك له، ولا بد أن تكون آلة بيده يوجهها كيفما شاء، كيف لا وأنت وضعت أمامه مواثيق الشرف التزاما منك برعايتها وحفظها وتنفيذها في علاقتك معه.
أمنته على كل أمانتك التي لا يعرفها أحد غيرك لأنك كنت أمينا وخلقك الأمانة في حفظ العهود والمواثيق، ووثقت به، أخذ كل ذلك أنها نقاط ضعف فيك يستطيع التحكم بك من خلال تهديداته لك وأن يبتزك بأن يجعلك سيئاً أمام الآخرين، رغم أنك لم تكن سيئا لا بفعل أو تصرف أو قول أو عمل سوى أنك كنت صادقا في وِثُوقُكَ به وأمينا في تعهداتك معه.
إنها العلاقات السرية، التي تكون بين إثنين جمعت بينهما حاجة أحدهما لشيء في الآخر وجدها، بينما يكون أحدهما صادقا في توجهه السليم دون أي رغبة في تجاوز حدود ترسيم نوعية العلاقة، بينما الآخر أخذ يطمع في جعل هذه العلاقة هي مملكته، وبشكل خاطيء وبأخلاقيات يرفضها الطرف الأكثر استقامة، فتظهر أزمة الثقة، ويظهر العداء، ويظهر التهديد والابتزاز.
بالتهديد والابتزاز أحيانا يستطيع الطرف المتحكم في العلاقة أن يأخذ رغباته، ربما لأن الطرف الآخر لا يعرف كيف يمكنه الخروج سليما من هذا الصندوق الذي أصبحت حركته فيه محكومة بإتباع الخطوط المرسومة بالشوك أمامه، كي لا تجرحه، وكي يستطيع أن يحافظ على قيمه وأخلاقه ومبادئه وقدراته المغروزة فيه والمعروفة عنه أمام المجتمع، وهناك أحد ما تمكن منه ووصل لعمقه، وأصبح نقطة ضعف مسيئة له، ومدمرة لحياته.
إنها المصداقية مع من لا يستحق تقريبه، وإنها الثقة الخطأ فيمن لا يؤتمن جانبه.
قد تكون العلاقة بين صديقين أو صديقتين أو أخوين أو أختين، أو حتى زوج وزجة أحدهما كان أمينا، والآخر كان يظن أنه يستطع أن يكون أمينا، وربما كانا أمينين كلاهما مع بعضهما، وكانت النفس الأنا، وحب السلطة والتملك طغت على أحدهما، فتلاعبت به ليكون مصدر إيذاء لذاته وإيذاء من وثق به، وإيذاء علاقة جميلة بدأت وجمعت، وهي الآن تنتهي، بسبب خدش جوهر الثقة الثمين من شخص [طرف1] لا يعرف القدر والقيمة السامية للثقة، فيخسر شخص [طرف2] مدججا خلقه بكامل ذلك الجوهر.
فتنتهي العلاقة، ويبقى أثرها منغصاً للأجواء التي يستنشقها مانح الثقة، بسبب شخص يقوم بجريمة الابتزاز والتهديد، دون أي وعي من أن فعله هذا قد يدينه ويعكر عليه صفو وسلامة حياته، ويجعله تحت طائلة القضاء.
فكل مافي الحياة له بدايات ونهايات، حتى في أجمل المشاعر بعيدا عن الأعمال والطموحات، فالمشاعر أكثر العلاقات قد تصل لنهايات مدمرة، يكون أحد أطرافها ضعيف نفسيا، فيظن أن هلاكه سيكون إن وجد نفسه خارج حياة الطرف الآخر بسبب أو بدون سبب، فيتحول إلى قوة خارقة من الشر، فيفقد الإيمان بالله، ويفقد اعتزازه بمكانته، فيذهب إلى رغبة في التدمير بفكرة استعادة مافقده، فيخسر نفسه ومشاعر علاقته، وانتهاء مرحلة في حياته، قد لا يشفى من آثار عمق جروحها التي ظل ينكأها بحماقته، والسبب أنه لم يتمتع بجوهر الثقة الثمين والخلق الكبير.
● فما تقييمك أخي القاريء لنفسك من جوهر الثقة، الذي قد تمنحه للآخر؟.

