الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٤٩ م-٢٧ ديسمبر-٢٠٢٤       27060

بقلم - د. غالب محمد طه

في مساء شتوي بارد، اجتمع قادة التأثير الإعلامي والمختصون في مجال الإعلام داخل قاعة اتحاد الغرف الصناعية بحفر الباطن. 

ورغم البرودة القارسة في الخارج، إلا أن الأجواء الدافئة في الداخل أضفت شعورًا بالتفاعل والتفاؤل، ما جعل القاعة تعج بالحيوية والنشاط. 

كان الجميع يشعرون بالفخر بما تحقق من إنجازات إعلامية في حفر الباطن، ليكون الاحتفال أكثر من مجرد مناسبة؛ بل شهادة حية على الدور الريادي للإعلام في بناء مستقبل يواكب تطلعات رؤية المملكة 2030.

لقد كانت هذه اللحظة مثالًا حيًا على أهمية دور الإعلام في المملكة في ظل التغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة والعالم وفي ظل هذه التحولات العميقة، يبقى الإعلام الأداة الأكثر تأثيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي، حيث يسهم بشكل رئيسي في توثيق الحاضر واستشراف المستقبل، مما يساهم في دعم تطلعات المملكة نحو بناء إعلام يواكب رؤية 2030.

تحت شعار "معًا نصنع الإعلام المتميز"، نظم فرع هيئة الصحفيين السعوديين في  حفر الباطن  حفلًا ختاميًا لتكريم شركاء النجاح الذين ساهموا بفعالية في تحقيق أهداف الفرع خلال العام. 

لم يكن هذا الحفل مجرد احتفاء رمزي، بل كان تجسيدًا لفلسفة الشراكة كركيزة أساسية لنجاح المبادرات الإعلامية. 

إن تكريم الشركاء الإعلاميين يعكس إدراك الهيئة بأن الإعلام اليوم ليس مشروعًا فرديًا، بل هو نتاج تضافر جهود جماعية بين الأفراد والمؤسسات. هذه الاحتفالية جسّدت أيضًا تقدير الهيئة لجهود الإعلاميين في توثيق مسيرة التقدم، وإسهاماتهم في رسم صورة متكاملة تعكس تطلعات المملكة على الساحتين المحلية والدولية.

شهد العام 2024 سلسلة من الإنجازات التي عكست رؤية واضحة لفرع هيئة الصحفيين السعوديين في حفر الباطن. 

تم تنظيم أكثر من 12 ورشة عمل استفاد منها أكثر من 200 إعلامي وإعلامية، حيث تجاوزت الورش 80 ساعة تدريبية متقدمة، صُممت بأسلوب أكاديمي عملي يواكب معايير التدريب الحديثة. 

بالإضافة إلى ذلك، نظم الفرع أربعة لقاءات إعلامية مفتوحة أتاحت مساحة لتبادل الخبرات وطرح رؤى جديدة، مما حفّز الابتكار في مجال الصحافة. 

وعلى صعيد الشراكات، أبرم الفرع ثلاث شراكات استراتيجية ومذكرة تفاهم واحدة، جميعها تهدف إلى تطوير البيئة الإعلامية بما يخدم رؤية السعودية 2030 ويعزز الكفاءة المهنية للإعلاميين.

تعد هذه الجهود تجسيدًا للدور الجوهري للإعلام كجسر يربط بين أفراد المجتمع ومؤسساته، ويسهم في تعزيز الحوار البناء الذي يتجاوز طرح القضايا ليصل إلى استكشاف الحلول وفتح نوافذ جديدة للتفكير النقدي والإبداعي. 

من جهة أخرى، تمثل الشراكات الاستراتيجية أطر عمل متكاملة تستهدف بناء منظومة إعلامية شاملة تعتمد على الاستثمار في الكوادر البشرية المحلية، وتتماشى مع معايير الجودة العالمية.

يُعد فرع هيئة الصحفيين السعوديين في  حفر الباطن  نموذجًا يعكس كيف يمكن للمؤسسات الإعلامية أن تؤدي دورًا رياديًا في تعزيز المهارات المهنية، بناء جسور الحوار، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية.

إن نجاح هذا الفرع يتناغم بشكل مباشر مع الدور القيادي الذي تؤديه الهيئة الأم في توحيد الجهود الإعلامية وتوفير الأطر المهنية اللازمة لدعم الإعلاميين. 

تسعى الهيئة الأم إلى تقديم استراتيجيات شاملة تمكّن الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من التكيف مع المتغيرات المتسارعة، وتوجيه الطاقات الإعلامية نحو تحقيق رؤية المملكة الطموحة.

الإنجازات التي حققها فرع هيئة الصحفيين السعوديين بحفر الباطن ليست مجرد أرقام أو فعاليات، بل هي تجسيد لرؤية طموحة تهدف إلى بناء إعلام قادر على مواجهة التحديات وصياغة مستقبل مشرق. 

ومع استمرار هذه الجهود، يظل الإعلام السعودي نموذجًا يحتذى به في تعزيز الفهم المجتمعي وإلهام الأجيال القادمة.

متابعتي المستمرة لأنشطة الفرع أكسبتني رؤى عميقة حول تأثير هذه المبادرات على المشهد الإعلامي المحلي. 

ومن خلال ملاحظتي للجهود المبذولة في تنظيم الورش واللقاءات الإعلامية، أستطيع الجزم بأن هذه الأنشطة قد عززت بشكل كبير من المشهد الإعلامي في حفر الباطن، وساهمت في تحقيق التميز والتطور المستمر في مجال الإعلام. 

هذه المتابعة جعلتني أعي تمامًا قيمة الشراكات الاستراتيجية في بناء بيئة إعلامية تتواكب مع تطلعات المملكة 2030.

نتقدم بالتهنئة لجميع شركاء النجاح على تكريمهم، ونحثهم على الاستمرار في مثل هذه الشراكات المثمرة التي تسهم في تطوير الإعلام المحلي وتعزيز آفاق التعاون المستدام. 

كما نهنئ الزملاء الإعلاميين المكرمين الذين أسهموا بشكل مميز في إثراء المشهد الإعلامي وتقديم محتوى يعكس احترافية عالية. 

ونتوجه بالتهنئة أيضًا لجميع الجهات الحكومية والخاصة في  حفر الباطن  التي كان لها دور محوري في دعم المبادرات الإعلامية وتعزيز مسيرة التطور الإعلامي في المنطقة.

لابد من الإشادة بالقائمين على تنظيم الحفل الباهر، فقد أضافت جهودهم إلى الحفل لمسة من التميز والاحترافية، ما جعل المناسبة أكثر إشراقًا ونجاحًا. لقد كانت تلك الجهود بمثابة اللوحة التي اكتمل بها الحفل، مما جعل الحضور يشعرون بالفخر والاعتزاز بما تحقق من إنجازات.

ودعوني أختم هذه الكلمات بتلك التي بدأ بها رئيس فرع هيئة الصحفيين السعوديين، سلمان المشلحي، حيث قال: "نحن فخورون بما حققناه من إنجازات ونجاحات، والتي تحققت بفضل الله ثم بتعاون شركائنا وزملائنا." 

وأرى أن هذه الشراكات الاستراتيجية تمثل الأساس المتين لجميع الإنجازات والشريك الأصيل في التطور المشترك، فهي تجسد الالتزام المستمر بتطوير الإعلام بما يتماشى مع تطلعات الاستراتيجية الوطنية، ليبقى الإعلام المحرك الرئيسي لتعزيز التقدم الوطني وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.. وبالله التوفيق.