محمد الفايز

٠٨:٥٥ م-٢٥ ديسمبر-٢٠٢٤

الكاتب : محمد الفايز
التاريخ: ٠٨:٥٥ م-٢٥ ديسمبر-٢٠٢٤       18700

بقلم - محمد الفايز 

لطالما حذرت السعودية من منظمات وأشخاص يحرضون على الكراهية، وتم رصد سلوكيات وأعمال معادية للإنسانية لهم، احتواء الهاربين من العدالة وأخذ حق اللجوء إلى أوروبا بدواعي الحرية ينذر بانفجار تلك البالونات في تلك الدول.

منظمات هدفها ليس الإنسانية وحريات التعبير وحقوق الإنسان بل مشروع لخلق الفوضى وانعدام الأمن ومن ينفذ تلك الأجندة بعض العقول المغيبة عن الواقع أو من هدفها الاقتتات على فتات من تلك المنظمات.

وهذا يجعلنا نذهب إلى مفهوم الحرية والإنسانية، عبارات لطالما تشدقت بها منظمات ودول وأخذت ذريعة للتدخل في شؤون الدول واستغلال منابرها القوية بذلك.

وفي البحث من الناحية الفكرية وبالمعنى الفكري، يتحدث كثير من المفكرين عن وجود وجهين من الحرية، وهما: الحرية الطبيعية، والحرية الاجتماعية. فالحرية الطبيعية هي تلك الحرية الوجودية التي يمنحها الخالق سبحانه وتعالى. 

والحرية الاجتماعية هي الحرية التي يمنحها النظام السياسي والاجتماعي القائم على منظومة أفكار ومعتقدات محددة، وبحيث يكفلها المجتمع -بكل مؤسساته وهيئاته وإدارته- لأفراده أجمعين من حرية الفكر والتعبير والتنظيم، إلى حرية المعتقد والنقد والإعلام الحر… الخ. 

ولكل من الحرية الطبيعية والأخرى الاجتماعية، طابعها الخاص.

والحرية الطبيعية تشكل عنصراً جوهريّاً في داخل كيان وذات الإنسان نفسه تبعاً لمدى حيويتها ووعيها بداخله، وهكذا كلما ازداد حظ الإنسان من الحياة والوعي، أي كلما ارتفع وجوده وكماله الممكن، عظم نصيبه من الحرية الطبيعية.

وهذه الحرية الطبيعية التي يتمتع بها الإنسان كأعلى الموجودات على هذه الأرض التي استخلف فيها، هي التي تعتبر بحق أحد المقومات الجوهرية للإنسانية ككل، لأنها تعبير عن الطاقة الحيوية فيها. 

فالانسانية بدون هذه الحرية لا قيمة لها، ولا تعدو أن تكون أكثر من لفظ دون معنى، بحسب رأي كثير من المفكرين والفلاسفة. 

ولا غرو أن الحرية جبلت مع فطرة الإنسان ذاته، أي مع كينونته الفطرية، ولكنها تخلق طبيعية بسيطة غير معقدة، وسرعان ما تتصاعد وتتكامل في حركة الوجود مع تكامل وتطور وسيرورة حركية الإنسان في مسيرته الحياتية لتتحول من حال إلى آخر، بحيث يكون أساسها الوعي والمسؤولية والالتزام المجتمعي والانضباط والوقوف عند حريات الآخرين وعدم التعدي عليها، أو بعبارة أوضح فالحرية الحقيقية هي الحرية المسؤولة التي تحترم حريات الغير، وتلتزم بالشرائع والقوانين النافذة والأخلاق العامة. 

الحريه ليس في الاختلاس أو إعلام ممنهج يثير الفتنة ويؤجج ويخلق العنصرية والكراهية. 

الحقيقة الإنسانية الحقة هي أخلاق وسلوك وأفعال انطلقت بلا حدود ولا مسافات، يعيشها الإنسان في هذا البلد المعطاء، نشرتها السعودية بنهج قيادة دائما مبدؤها الإنسانية والحكمة والأذن الصاغية بتطوير حرية الكلمة بأبواب مفتوحة، وإعلام متزن يحترم الإنسانية ورسالته السامية.