النهار

٠٤:٥٢ م-١٢ ديسمبر-٢٠٢٤

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٤:٥٢ م-١٢ ديسمبر-٢٠٢٤       23210

 بقلم :المستشار سعود عقل

في خطوة تُعَدّ تاريخية على مستوى الرياضة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن فوز  المملكة العربية السعودية  رسميًا باستضافة كأس العالم 2034 بدون مشاركة أي دولة اخرى.

يأتي هذا الإعلان كجزء من استراتيجيات المملكة الهادفة إلى تعزيز حضورها على الساحة الرياضية العالمية، ويرسخ مكانتها كوجهة رئيسة للأحداث الرياضية الضخمة.

فعلى صعيد السباق التاريخي، تعتبر هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها السعودية كأس العالم، مما يعكس هذا التوجه، طموح القيادة السعودية لتعزيز الرياضة والسياحة والترفيه في البلاد.

وقد تم تقديم ملف الاستضافة بشكل يعكس الإرادة القوية للمملكة لتطوير البنية التحتية للرياضة وإعداد الملاعب والمرافق الحديثة.

فما  العوامل المؤثرة التي ساعدت في نجاح ملف الاستضافة؟ 

نلخصها على الشكل الآتي: 

1. البنية التحتية المتطورة: قامت المملكة باستثمارات ضخمة في تطوير منشآتها الرياضية، فخصصت  خمسة عشر ملعباً في خمس مدن ثمان ملاعب في الرياض وأربع في جدة وواحد في أبها وواحد في الخبر وواحد في نيوم بما في ذلك ملاعب جديدة ومنشآت تدريب تتناسب مع المعايير العالمية. يُعتبر ملعب الملك سلمان في الرياض وملاعب جدة من بين المرافق المقرر استخدامها لاستضافة المباريات.

2. الأحداث الرياضية السابقة: كانت السعودية قد استضافت عدة فعاليات رياضية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك سباقات الفورمولا 1 والمباريات الدولية في كرة القدم، مما يعد شهادة على قدرتها في تنظيم الأحداث الكبرى.

3. الاستثمار في الرياضة: تشهد المملكة استثمارًا كبيرًا في قطاع الرياضة كجزء من رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة الفعاليات الرياضية والثقافية.

4. التظاهرات العالمية: كان للسعودية تجربة ناجحة في استضافة العديد من الفعاليات العالمية، مثل بطولة كأس العالم لألعاب القوى، مما منحها المزيد من الثقة في قدرتها على استضافة كأس العالم لكرة القدم.

* الآثار المتوقعة من الاستضافة:

- التنمية الاقتصادية: من المتوقع أن تساهم استضافة كأس العالم في جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة السياحة إلى المملكة. جاءت الميزانية التقديرية لاستضافة البطولة في بمبالغ كبيرة، مما يدعم الاقتصاد المحلي.

- تعزيز الثقافة والرياضة: ستشكل البطولة فرصة لنشر الوعي الرياضي والثقافي في المملكة، من خلال تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات المصاحبة، ستساعد البطولة في تغيير الصورة النمطية عن المملكة على المستوى العالمي.

- تطوير كرة القدم المحلية: تهدف استضافة كأس العالم إلى رفع مستوى كرة القدم السعودية. من خلال جذب الأنظار العالمية، ستوفر البطولة الفرص للاعبين المحليين للظهور بمستواهم، مما قد يعزز من تطور اللعبة في المملكة.

* التحديات المتوقعة:

بالرغم من الفوائد العديدة المحتملة، تواجه المملكة بعض التحديات، مثل:

- تلبية المعايير الدولية.: يجب أن تلتزم المملكة بجميع المعايير المطلوبة من قبل الفيفا، سواء فيما يتعلق بالأمان أو البنية التحتية.

- توفير التسهيلات للجماهير: يعد توفير وسائط النقل والإقامة الكافية للزوار والسياح أمرًا حيويًا لضمان نجاح البطولة.

- الاستعداد الأمني: يجب أن تكون جاهزة للتعامل مع المتطلبات الأمنية المعقدة، مما يستلزم تنسيقًا عالي المستوى مع الوكالات الأمنية والجهات المعنية، وهذا امر ليس بالجديد ع السعودية فلديها تجربة رائدة في الاستضافة وإدارة الحشود ، وذلك بقيامها باستقبال حجاج بيت الله الحرام التي تتجاوز الأعداد في بعض الأحيان الثلاثة ملايين حاج .

الخاتمة:
إن فوز  المملكة العربية السعودية  باستضافة كأس العالم 2034 يُعَدّ نقطة تحوّل في تاريخ الرياضة في البلاد، حيث يعكس الطموح الكبير والرؤية المستقبلية لتحسين المشهد الرياضي، إن التحديات كبيرة، ولكن الفرص أيضًا هائلة لأجل تحقيق إنجاز رياضي وثقافي ينتظره السعوديون والعالم بأسره، هذه البطولة ستكون بمثابة منصة لإبراز الإمكانيات الكبيرة للمملكة العربية السعودية على الصعيدين الرياضي والاقتصادي، مما سيغير بالفعل وجه الرياضة في المنطقة، تحت قيادة  المملكة العربية السعودية  وبتوجيه خادم الحرمين الشريفين ومتابعة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظهما الله تعالى.