حمد وهب الملحم العنزي
بقلم - حمد بن وهب الملحم العنزي
في عالم اليوم، حيث تتزايد الضغوط والتوقعات في مكان العمل، يتحدث الكثيرون عن مصطلح "الاحتراق الوظيفي" أو الاحتراق النفسي المهني.
ما الاحتراق الوظيفي؟ هو حالة نفسية وجسدية تنتج عن الإجهاد النفسي طويل الأمد نتيجة الضغوط المهنية. ليس مجرد إرهاق بسيط يمكن التغلب عليه ببعض الراحة، بل هو حالة تتطور تدريجياً، وتجعل الفرد يشعر بالعجز واليأس وفقدان الاهتمام بالعمل.
ونشير هنا إلى أن أسباب الاحتراق الوظيفي قد تكون بسبب الضغط العالي والمستمر سواء كان ذلك من حجم العمل أو من توقعات النتائج الفائقة، وعدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ حين يصبح العمل يستهلك كل وقت الفرد، فتضيع الحياة الشخصية، وعدم الاعتراف أو الدعم من العمل؛ حينما يشعر الموظف بأن جهوده ليست معترفاً بها أو مقدرة.
لا تدخل العمل لمنزلك؛ فأنت قد تكون أدخلت فيه مشروع الإنهاك الوظيفي بيديك دون أن تعلم.
لا تسمح لرئيسك المباشر أن يكلفك بأشياء مبالغ فيها على حساب راحتك؛ فستكون ساعدته بإشعال شرارة الاحتراق الوظيفي ضدك لو رضخت لذلك. إن الضغط المتزايد بسبب تحمل أعباء ليست من مهامك الوظيفية سيسبب لك الانهاك والإرهاق والفشل في أداء مهامك الأساسية.
زميلي الموظف، هناك فرق قد لا يكون ملحوظاً بين التّميز الوظيفي والاحتراق الوظيفي، فيجب أن تفصل بين المصطلحين؛ لأن أحدهما سيجلب لك السعادة والراحة والتقدم في العمل، والآخر يورث لك الضغط والكآبة والمرض والشعور بعدم التقدير، لما تعمل رغم إحساسك بأنك مظلوم ومرهق، وأنك قدمت أكثر من طاقتك، ولكن لا ترى في النهاية إلا رماد عملك تذروه الرياح.
إن إدارة الوقت مهمة جداً؛ بحيث لا تكون كل حياتك عملاً، لأن الحياة عمل وأسرة وراحة وترفيه، فيجب الموازنة في هذه الحالة لنعيش حياة طبيعية صحية مريحة، فالبعض يعيش ليعمل والبعض الآخر يعمل ليعيش، وهناك فرق كبير بين الحالتين.
إن ارتباطنا بعملنا، من المستحسن أن يكون ارتباط الصديق بصديقه، ويجب أن نقدر ذاتنا ليقدرنا الآخرون، فإن لم نعط قيمة لأنفسنا، لن يهبنا لها الآخرون.
ستسير عجلة الوقت في يوم من الأيام، وتصل إلى سن التقاعد وأنت منهك ومرهق مليء بالأمراض والتعاسة والخيبات، فهل يستحق العمل العيش كل هذا العمر في دخان يخنقك، ولا فائدة منه، فكّر بإيقاف هذا الاحتراق؛ لتزهر من جديد.
إن من أعراض الاحتراق الوظيفي، الشعور بعدم الرغبة بالذهاب للعمل، وعند الوصول إليه تحاول دائماً الخروج منه أو تجلس في سيارتك فترة طويلة بحيث لا ترغب النزول منها، بسبب تعكر المزاج وتذمر داخلي أو خلق بيئة عمل سلبية بالمحيطين بك.
الاحتراق الوظيفي غالباً يكون سببه بيئة العمل الضاغطة، وتحمل مسؤوليات فوق الطاقة الموجودة لدى الفرد، وأيضاً عدم تنظيم وترتيب الوقت، مما يؤدي إلى زيادة عبء الأعمال، وبالتالي يصل الموظف لمرحلة الاحتراق الوظيفي.
الحساب على منصة X @hwanazi2014