منى يوسف حمدان الغامدي

١٠:٥٠ ص-٠٧ سبتمبر-٢٠٢٤

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ١٠:٥٠ ص-٠٧ سبتمبر-٢٠٢٤       26950

عندما نطلع على أبحاث الدماغ البشري ونهتم بتفاصيل هذا العلم سيتحقق لنا استخدام هذا المخ البشري بالكامل في عملية التعلم ونحقق أفضل النتائج من خلال التعلم النشط والتشارك في الأنشطة التفاعلية ومزيد من النقاشات والتمارين العملية ونستخدم خلال عملية التعلم الممارسة لتطبيق المفاهيم.

التفكير النقدي من أسس استخدام المخ الكامل الذي يقوم بتفكيك المعلومات وفهمها بشكل أفضل، من خلال عمليات المقارنة بين الأفكار والنظريات المختلفة. 

عندما نستخدم الحواس المتعددة والرسوم البيانية والمخططات ونعمل عقولنا لتستخدم النماذج المادية لتجسيد المفاهيم تصبح عملية التعلم أكثر متعة واستمرارية وتعزز الذاكرة باستمرار.

الإنسان بحاجة دوما لربط المفاهيم الجديدة وما تم معرفته بالفعل من خلال تطبيق الأفكار في سياقات مختلفة. العقل كي يعمل جيدا هو بحاجة لأخذ فترات راحة لتجنب الإرهاق وكذلك لساعات نوم كافية لتعزيز الذاكرة.

ومن أجل مزيد من التركيز نحتاج لخلق بيئة تعليمية ملائمة خالية من المشتتات وتولي عمليات التحفيز اهتماما خاصا لتحدث عملية الإلهام المستمر.

إن استخدام المخ الكامل يعني دمج أساليب متعددة للتعلم والتركيز على جميع جوانب الدماغ لتعزيز الفهم والاحتفاظ بالمعلومات. 

ومن أفضل الطرق لتطبيق استراتيجيات التعلم النشط في الدراسة اليومية: تبادل الأفكار من خلال المناقشات الجماعية وطرح الأسئلة التي تشجع الآخرين على تبادل الآراء.

وكذلك التعلم بالمشاريع التي تتطلب التعاون وتطبيق المعرفة، كما تطلع الألعاب التعليمية بدور هام في تعزيز الفهم بطريقة ممتعة مع إجراء التطبيقات العملية وتنفيذ الزيارات الميدانية .

أما عمليات التدوين الشخصي عبر الكتابة والتسجيل الصوتي ينتج عنها تثبيت المعلومات وحفظها في الذاكرة، ويبقى للتقنيات الرقمية بريقها الخاص عبر استخدام المنصات التعليمية والفيديوهات التفاعلية التي تساعد في توضيح المفاهيم.كل هذا يجعل عملية التعلم أكثر ديناميكية ومتعة 

ولعل أبحاث الدماغ تعد من المجالات المثيرة التي تسهم في فهم كيفية التعلم والتذكر والتي تستند الى فهم كيفية عمل الدماغ من خلال المرونة العصبية، والتعلم النشط، والتكرار والممارسة، والتعلم الاجتماعي، مع الأخذ في الاعتبار بأهمية المشاعر التي تؤثر بشكل كبير على عملية التعلم. 

ومن الأهمية القصوى دمج هذه المفاهيم في الأنظمة التعليمية لتحقيق نتائج مثمرة.

وهناك أنشطة بدنية تعزز المرونة العصبية في التعلم ينبغي وضعها في الحسبان من قبل المعلمين والمعلمات وكل من يتولى شأن التعليم للأجيال القادم وهي:

التمارين الرياضية القصيرة، ألعاب الحركة ( شد الحبل مثلا) لتعزيز العمل الجماعي، التأمل لتحسين التركيز وتقليل التوتر ، المشي أثناء الدراسة لتحسين المزاج ويعزز الإبداع، الأنشطة الخارجية لتعزيز التعلم من خلال التجربة وزيادة المرونة العصبية، التعلم القائم على الحركة لربط التعلم بالحركة لتعزيز الذاكرة. 

الدماغ هبة الله للإنسان من استطاع توظيف طاقته العظمى سوف يحقق أفضل النتائج وسيترك أعظم الأثر في هذه الحياة الدنيا، وسيخلد اسمه من صناع الحضارة البشرية لأنه عرف طريقه نحو العلم والمعرفة واستثمر في عقله واستفاد من الكم الهائل من الخلايا العصبية التي وهبه إياها الله رب العالمين وعرف جيدا طريقة التشغيل المثالي وتحرير الأفكار النيرة من عقله الذي يعد أعقد من أعقد الأجهزة الالكترونية التي اخترعها الإنسان. 

دعوة لكل المعلمين والمعلمات ابحروا في دراسة أبحاث الدماغ واستثمروا هذا العلم في تحقيق أفضل النتائج من أجل مخرج تعليمي عالي الجودة فنحن بأمس الحاجة اليوم لهؤلاء المتميزون علميا وفكريا وثقافيا ورياضيا وكله متعلق بمهارات التفكير العليا واستثمار أمثل للقدرات. 

بقلم:منى يوسف الغامدي