د.تركي بن عبدالمحسن بن عبيد

٠٢:٠٢ ص-١٧ مايو-٢٠٢٣

الكاتب : د.تركي بن عبدالمحسن بن عبيد
التاريخ: ٠٢:٠٢ ص-١٧ مايو-٢٠٢٣       75350

 

دور التعليم في تنمية الأفراد والمجتمعات

 

الأستاذ مشارك: الدكتور/تركي بن عبدالمحسن بن عبيد

هناك حاجات أساسية تسهم في تحقيق الاستقرار والتوازن النفسي للإنسان، ومنها حاجته إلى التعليم وإلى التقدير والاعتراف والاحترام، وحاجته إلى أن يختار كيف يكون، وكيف يصير، وكيف يقود مصيره ومآله وذلك بحسب قدراته واهتماماته ورِؤيته للأمور، ويختار كذلك أسلوبه في التفاعل مع الحياة ومدى قدرته في الارتقاء بجودتها وتقديم ما هو نافع لنفسه ومجتمعه وللبشرية جمعاء.

ولا شك في أنَّ كل فرد يمتلك طاقات وإمكانيات للفعل والتأثير والخلق والإبداع، تجعله فاعلا ومحركا أساسيا لتنمية وتطوير إمكانياته وإمكانية مجتمعه. ومن خلال التعلُّم والتعليم تنمو شخصية الإنسان، وتتفتق إمكانياته الإبداعية وتزداد دافعيته، ويرتفع أيضا شعوره بالارتياح والرضا والانتماء، حينما يحظى بالتقدير والاحترام.

 ومن خلال مقالنا هذا نقدم لكم نبذة عن أهمية التعليم في حياة الإنسان.

التعليم هو الوسيلة المُثلى التي تسلكها الشعوب لتحقيق التقدم والتطور، كما أنه يسهم في نهضة المجتمع والتخطيط لمستقبل مزدهر.  والتعليم هو الأداة التي تجعل الإنسان صاحب شأن في المجتمع، ويحظى باحترام الأشخاص الذين يتعامل معهم.

 والتعليم عصبُ الحياة، والوسيلة التي تجعل الإنسان منفتحا على كل العلوم والأفكار والثقافات المختلفة كما إن التعليم يساعد الإنسان على اكتساب العديد من المهارات الحياتية والعلمية، ويعمل على إثراء عقله بالأفكار النيرة التي تساعده على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول الإبداعية لها.

أهمية التعليم:

أولا-تحسين قيم المواطنة:

تتجسد أهمية التعليم في الحياة من خلال غرس القيم الثقافية والاجتماعية والوطنية في المواطن، حيثُ يوثق التعليم عملية فهم الحقوق والواجبات التي يجب أن يدركها جميع المواطنين، كما يُتيح الفرصة للمواطنين للتعريف بثقافتهم وتاريخهم وقيم مُجتمعاتهم.

ثانيا-تحسين الظروف الاقتصادية: يؤثر التعليم بشكل إيجابي في تحسين ظروف الحياة المختلفة بما فيها المجالات الاقتصادية، ويأتي ذلك من خلال تطوير القدرات والكفاءات والمؤهلات لدى الأفراد والتي يتطلبها سوق العمل، حيثُ يُضيف التعليم للفرد تجارب عدة في مجالات مختلفة بما فيها التجارب الشخصية والخبرات المتعددة التي تعمل على إعداد الفرد لمواكبة مستجدات العصر وتلبية متطلبات سوق العمل بما يمتلكه من مهارات فنية أو علمية مختلفة كي يحصل على وظيفة مناسبة تسهم بدورها في رفع المستوى المعيشي للفرد، وبالتالي تحقيق النمو الاقتصادي والصناعي للمجتمع.

ثالثا- رفع مستوى الوعي: يُعتبر الوعي اللبِنة الأساسية التي يُنتجها التعليم، حيثُ إنَّ الوعي السليم يُغيُّر من طريقة التفكير للأشخاص؛ مما يؤدي إلى التقدم والنجاح ويكون ذلك من خلال تلقي التعليم المناسب الذي يؤثر في تحديد الطريقة الملائمة للتعامل مع الناس في المجتمع المحيط بطريقة إيجابية.

رابعا-القضاء على الفقر في المجتمع

التعليم يساعد على الاندماج الاجتماعي الذي يُعتبر من أهم العوامل في علاج مشكلة الفقر، وتحقيق التقدم المستدام في أي مكان، ولكن لا يكون ذلك من خلال أي تعليم، بل يجب أن يكون التعليم نوعيا وفعّالا.  كما يجب تمكين المتعلمين من اكتساب المهارات التي تواكب تقدم العصر وتلبي متطلبات واحتياجات سوق العمل.

-خامسا: تحقيق التقدم:  هناك رابط قوي بين التعليم وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع، وهذا التعليم يجب أن يشمل تنمية كافة المهارات اللازمة لدى الطلاب في جميع مراحل الدراسة، بالإضافة إلى إمكانية مواكبة التكنولوجيا، واستخدام الحاسوب، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من المهارات.

وختاما، فإنَّ التعليم ينبغي أن يُعنى بترسيخ القيم والثوابت في نفوس الناشئة، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن وقيادته، والتأكيد على الاعتزاز بالهوية الثقافية بما تشتمل عليه من قيم وعادات وتقاليد توارثتها الأجيال كابرًا عن كابر.