نوف الرويسان

١٢:١٧ م-١٥ يوليو-٢٠٢٤

الكاتب : نوف الرويسان
التاريخ: ١٢:١٧ م-١٥ يوليو-٢٠٢٤       65175

بقلم الكاتبة:نوف الرويسان

لماذا البعض يربطون الحرية والحضارة في العري ولبس الخليع، لو كان العري زينة لجعله الله من نعيم الجنة، قال تعالى:"إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى"، سورة طه 118، فلا حرية بلا فضيلة.

ليست الحرية خروجا عن التقاليد وتمردا على القيم العليا، ليست الحرية في ارتداء ملابس خارجة عن سياق المجتمع أو القيام بسلوكيات وأفعال لا تتفق مع قواعده العامة، حتى لو كانت لا تمس حريات الآخرين.

"الجاهلة إذا قرأت عن الحرية خلعت ملابسها"، هناك من يرى أن التعري حضارة ورُقي، بل وصل الحال ببعضهم أنه كلما زادت وقاحته وتعريه ظن أنه إنسان متقدم مواكب للحضارة.فهذا خطاء منافي للدين والعقل.

عندما نرى نساء العصر الفكتوري كان لبسهم انيق وجميل وساتر من احلى لبس النساء عبر العصور.

اللبس الساتر هو دائما لبس الاميرات والملكات حتى من البروتوكول الملكي أن يكون اللبس ساتر لا يكون لبس قصير والا بكم عاري فهم يرون أن  الستر في البس اناقة.

كانت تجرم فتيات الطبقة العليا في المجتمع الحاكمة و البورجوازية والدينية من ارتداء لباس الجواري والإماء .

ويقر القرآن الكريم  بأن الإنسان كسي في الجنة ثم عُريّ عقابا له على مخالفة أمر ربه :"يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (25) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ/ الأعراف 25 و 26).

وكلنا يتذكر صور الإنسان البدائي في مقررات التاريخ وهو يستر عورته بجلود الحيوانات؛ لو كان التعري إذا تقدما ومدنية لكان الإنسان البدائي أكثر مدنية وتحضرا منا.

وأما نحن فنقول بوضوح وصراحة: “مرجعيتنا دين الإسلام، وشريعة رب العالمين”.

وأحكام العورات في هذه الشريعة المطهرة: واضحة مفصلة، لا مجال فيها لخفاء أو التباس..تحفظ كرامة المرأة والرجل على حد سواء .

لقد كان العري منتشرا، ولكن كان مقتصرا على من ليس لهن قيمة اجتماعية، وكان يعد سمة من سمات الصعلكة والوضاعة ويرمز الى قيمة أصحابها المتدنية، والذين لا يملكون حرية أنفسهم ويمكن الاستشهاد على ذلك بحضارات عدة كالإغريق والرومان ومصر القديمة وصولا إلى شبه الجزيرة العربية وهذا ما كان شائعا في الجاهلية.

من كانت تتعرى اعتقادا أن ذلك عربون تحرر وتقدم ومدنية، فلتعلم أنها أخطأت الطريق، فخير التحرر ما كان للعقل وليس للجسد، فستر الجسد وتفتح العقل، خير من كشف الجسد وستر العقل.

ان الحضارة هي الأخلاق "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".