محمد سعيد الحارثي

٢٣ يونيو-٢٠٢٤

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٢٣ يونيو-٢٠٢٤       21890

بقلم - الكاتب محمد الحارثي

هناك كاتبات نقشن أحرف من نور ونقشن في ورق الصحافة تاريخ مضيئ لهن خلال مسيرتهن الطويلة ومازالت كتابتهن في ذاكرة القراء منهن من رحل عن هذه الدنيا الفانية ومنهن مازلن يكملن المسيرة ومن الكاتبات اللاتي رحلن وتركن أثر طيب لهن خلال مسيرتهن الصحفية أو في غيرها من أعمال الخير وهذا ذخر أيضا ومن أعظمها عند الله ومصداقا لقوله عز وجل: “وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا “هي الكاتبة والأديبة حصه بنت عبدالرحمن بن عون العتيبي رحمة الله عليها.

وهذا هو اسمها الحقيقي والتي اشتهرت "بحصه العون" في المجتمع السعودي وفي بلاط صاحبة الجلالة وفي بداياتها في الكتابة في الصحافة كانت تلقب نفسها ببنت الوطن والراحلة هي من نساء المجتمع الفضليات المرموقات لا بوضعها الإجتماعي كون أنها زوجة قائد نادي الوحدة وقائد المنتخب السعودي اللاعب اللامع والشهير والضابط المظلي في الجيش العربي السعودي عبدالرحمن الجعيد رحمة الله عليه والذي كان من النجوم المميزين في جيل الستينات الميلادية في تاريخ الرياضة السعودية من القرن الماضي خلقا وأداء ولا بكون حصه العون سيدة أعمال ولكن من خلال نبض قلمها الذي ينبض بالصدق والجرأة في النقد حين كانت تكتب عن الشأن الإجتماعي وفيما يحتاجه المواطن في أمور حياته المعيشية من توفير الخدمات التي تليق به كذلك نقد بعض السلبيات والإشادة بكل ما هو إيجابي فكانت لها زاوية أسبوعية بصحيفة المدينة العريقة اسمها “أجراس”حين كانت الصحافة الورقية وقتها متوهجة ومتألقة وحظيت مقالاتها بتقدير وإحترام من رؤساء التحرير والمجتمع والمسئولين وكذلك كانت تكتب في عدة صحف ومجلات من سعودية وعربية وكانت من الكاتبات المنافحات عن المثل والقيم والأداب وكذلك من المدافعات عن حقوق المرأة الإجتماعية كحقوق شرعية ومدنية وكانت من المهتمات بالعمل الخيري وكان يلقبونها “بأم المساكين واليتامى” وتقلدت الراحلة عدة مهام أنيطت بها ومنها “سفيرة الأمم المتحدة لشؤون المرأة والطفل “وهذا تتويج لمسيرتها المضيئة وفكرها النير وهي تعتبر رائدة فكرة المدن الصناعية للأسر المنتجة التي يقوم عليها الأن سوق الأسر المنتجة والتي حضيت هذه الفكرة بالنجاح وهذه نبذة مقتضبة للتعريف بهذه الشخصية الرائدة توفيت حصه العون في عام 2019 م بعد صراع مع المرض رحلت وتركت بصمة وأثر نقش في تاريخها المضيئ يقول الإمام الشافعي في هذا البيت.

قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم

وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ.