جمعان الكرت

٠٥:٣٣ م-٠٥ يونيو-٢٠٢٤

الكاتب : جمعان الكرت
التاريخ: ٠٥:٣٣ م-٠٥ يونيو-٢٠٢٤       26180

بقلم الكاتب | جمعان الكرت‏

السياحة نشاط اقتصادي هام، لذا تحرص كل دول العالم  على تنشيط هذا القطاع الحيوي والذي يُسهم في ارتفاع مؤشر التنمية لأي دولة تنمي السياحة، لكونها - أي السياحة - صناعة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من مفاهيم ودلالات، والسياحة رسالة سلام ومحبة بين الشعوب وجسرًا للتواصل الحضاري والثقافة الإنسانية، وحتى يتحقق النجاح للسياحة في أي موقع من العالم لابد أن تتوفر مقومات بيئية وتراثية وتاريخية فضلا عن وجود الخدمات التي تعزز نجاح السياحة، ومنطقة  الباحة  تتوفر بها المقومات من بيئة جغرافية متنوعة بين السهل والجبل ومناخ  يختلف بحسب ارتفاع الجبال وانخفاضها، وتراث مادي وغير مادي، بقي الدور الحيوي والهام في كيفية التسويق السياحي المثالي المبني على أسس علمية موضوعية دقيقة، ولا شك أن للإعلام بكل وسائله وأنواعه يعتبر أحد أبرز المنافذ التسويقية، وقد يحقق النجاح أو ربما يخفق وذلك مرهون بطريقة التعامل واستيعاب رسالته المؤثرة ليكون ذراعًا قوية في عملية الترويج السياحي، و التطلعات في  الباحة  كبيرة لأن تكون السياحة  مستدامة على مدار فصول السنة، وهذا ليس بصعب إذا ما خُطط له بأسلوب وإجراء علمي سيما وأن البيئة هي حجر الزاوية لبقاء السياحة وتواجدها على المدى الطويل، ومما لا شك أن للدور الحكومي أهميته إذ لا يمكن أن تنهض سياحة بدون توفر الخدمات التي يحتاجها السائح "طرق ميسرة، حدائق، متنزهات وغيرها، وهذه ولله الحمد متوفرة في منطقة  الباحة  إلا أنها تحتاج إلى المزيد لوجود ما يزيد عن أربعين غابة متوزعة هنا وهناك فوق ذرة جبال السراة، لتشكل في مجملها حديقة كبيرة، ولكون الحديث عن السياحة ذو شجون فإن هناك ثمة أسئلة تمور على السطح.

وأظن أن الوصول إلى إجابة متكاملة عنها مهمة، لأن الترتيب لتحقيق النجاح يتكىء على توفر معلومات وإحصائيات دقيقة، فلا أدري كم النسبة المئوية التي تسهم بها  الباحة  من مجموع الناتج المحلي؟ وكم نسبة الدخل السياحي خلال السنوات الخمس الماضية؟ وهل فكرت الجهات المعنية في إنشاء مراكز لدراسة الجدوى في الجانب السياحي بطريقة علمية؟ وما نوع الخدمات التي تحتاجها منطقة الباحة؟ وهل هناك صعوبات تواجه أصحاب العلاقة المباشرة مع السياح؟ وكيف يمكن تذليلها؟ وهل يمكن إسناد التخطيط العلمي على جامعة  الباحة  بصفتها منارة علمية رائدة بها الكثير من الأكاديميين المختصين؟ وكذلك على المكتب الاستراتيجي لأن تطوير وتنمية السياحة جزء من عمله الذي يقوم به.

وفي هذا المقام نؤكد توفر الفرص الاستثمارية في منطقة الباحة، وننتظر رجال المال والأعمال؛ ليشمروا عن أموالهم للشراكة الفعلية في تنمية الوطن؛ فهم يستطيعون تحريك عجلة السياحة بالتضافر مع جهود الدولة، ونجاح السياحة مردوده على الجميع، والمال عصب العمل التجاري وزناد المكنة الاقتصادية، ومتى توافر العنصران (المكان بما حباه الله من جمال طبيعي، والمال الذي يسخَّر لمشاريع سياحية)، إضافة إلى إدارة واعية تخطط وتنظم وتدرس وتبادر.. يتحقق النجاح.

ويمكن القول بأن  الإعلام هو الجناح الآخر لنجاح السياحة إذ يعطي فكرة عن مزايا السياحية لأي موقع في العالم لولا الإعلام لبقيت مواقع كثيرة على سطح الأرض مجهولة
لذا يقع على كاهل الإعلامي عبء كبير باستيعاب وتقدير هذه المسؤولية العظيمة، ليس بالمبالغة، أو إعطاء صورة غير حقيقية، إنما بعرض ماهو موجود فعلا.
والباحة ذات مزايا سياحية مما يؤهلها لأن تكون في المربع الأول من بين المناطق السياحية في وطننا الغالي اذا تعد من أكثر مناطق المملكة من حيث الغطاء النباتي فضلا عن اعتدال مناخ سراتها صيفا ودفء تهامتها شتاءً إلى جانب المزايا الأخرى التاريخية والتراثية والثقافية.