الكاتب : النهار
التاريخ: ١١:٤٩ ص-٢٤ مارس-٢٠٢٤       13310

بقلم - الكاتبة فاطمة الأحمد 

في هذا العالم المليء بالأضواء الساطعة والأصوات المرتفعة، جئتُ أبحث عنك خلف الكواليس. أردت أن أجد الجانب الحقيقي لك، الذي يتخطى الأدوار التي تلعبها والشخصيات التي تتظاهر بها.

في البداية، وجدتُ نفسي محاطًا بالتمثيل والتزييف. 

كانت الأضواء الساطعة تلقي ظلالها على وجوه الناس، وكلماتهم كانت مليئة بالمبالغة والزيف، ولكنني لم أستسلم، استمررت في البحث.

تجولت بين الكواليس، حيث تخبئ الحقيقة وتستعرض الأقنعة، كانت هناك ضجة وصخب، لكنني استمعت جيدًا، استمعت لضحكات مكتومة ودموع تختبئ وراء الأبواب المغلقة. كانت الكثير من الأصوات تنادي بالمساعدة، وكانت أخرى تهمس بالحب والأمل.

ثم في أحد الزوايا المظلمة، رأيتك، لم تكن تلعب دورًا، ولم تكن ترتدي قناعًا. كنت هناك، بساطتك وجمالك الحقيقيين. لم يكن هناك أحد آخر في الغرفة، بل كنتُ أنا وأنت فقط.

رأيت في عينيك الكثير من الحكايات المكبوتة والأحلام المنسية. كانت تلك اللحظة كفيلة بجمع كل الروحانية والصدق والعذوبة في وجودك، ومع كل نظرة، اقتربت أكثر من أن أفهمك وأعيش معك.

في تلك اللحظة، توقف الزمن واختفت الكواليس، لم يعد هناك تمثيل أو تزييف، بل كان هناك نوع من الإلتقاء الروحي الحقيقي.

جئتُ أبحث عنك خلف الكواليس، ووجدتك هناك، مختبئًا في أعماقك، والآن، لن يكون هناك تمثيل، بل سنلعب هذا الدور الحقيقي سويًا. 

سنمضي في الحياة متجاوزين الأضواء والأصوات، لأننا وجدنا بعضنا البعض في عالم يتسم بالصدق والحقيقة.