

احمد خضر
هل يعود اليمن سعيداً ؟!
ليس غريباً أن تكون عودة العلاقات السعودية الإيرانية عاملاً مساعداً لترتيب ملفات المنطقة، والعمل على الأولويات في تحقيق الأمن والاستقرار وانعاش اقتصاداتها خاصة وهي في مرحلة مابعد الجائحة (كورونا) وماسبقها من حروب وتوترات وتدخلات عصفت ببعض دول الشرق الأوسط التي ماتزال تعيش معاناتها وتبعاتها.
ومن البديهي أن الدور المحوري لهذه الترتيبات لاتؤديه إلا المملكة العربية السعودية في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي بمكانتها العالمية، في الوقت الذي تواصل استثمار مكامن قوتها الاقتصادية لبناء اقتصاد متنوع مستدام، وتوظيف موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط القارات الثلاث (أفريقيا وآسيا وأوروبا) في إقامة مشاريع صناعية وسياحية واستثمارية عملاقة بخطى متسارعة وطموحة ضمن رؤية 2030.
ويعدّ الملف اليمني من أهم الملفات الذي حرصت وتحرص عليه دائماً السياسة السعودية منذ عقود من الزمن لموقعها الجغرافي، والروابط المشتركة بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين، إذ يحظى بأولويات على كافة مسارات التعاملات الثنائية والمصيرية.
ومن هذا المنطلق جاءت زيارة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل الجابر إلى صنعاء استمراراً للجهود السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في ٢٠٢١م، كما صرح بذلك؛ وقال إن الهدف من زيارته لصنعاء، وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة هو تثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.
وأشار السفير إلى وقوف المملكة حكومةً وشعباً منذ عقود مع الأشقاء اليمنيين في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية، وأن الجهود الأخوية ماتزال مستمرة منذ عام ٢٠١١م لتحقيق تطلعات أبناء اليمن الشقيق بعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي.
ولأن (الحوثيون) مكوناً مليشياوياً يفتقد إلى التفكير المسؤول البعيد عن منطق مؤسسات الدولة التي تراعي المصلحة الوطنية وتنمية شعوبها؛ تعالت أصوات بعض أفرادها بأحاديث عنترية توحي أنها لاتعيش الواقع وبعيدة كل البعد عن أهداف ومضامين هذا التحرك السعودي مع الأشقاء في سلطنة عمان لمصلحة اليمنيين عامة بتثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.
وتعارض هذه الأصوات من داخل وخارج اليمن أي تسوية سلمية واستقرار، يساندهم أصحاب المواقف المتقلبة، والمصالح الذاتية، وتجار الحروب والصراعات الذين يهمهم إطالة أمد الحرب التي استمرت ثمانية أعوام، وعجزت خلالها المليشيا وداعميها الدوليين والإقليميين من تحقيق أهدافهم.
الدور السعودي كعادته كان ومايزال حاضراً في المبادرات الإقليمية والدولية لإنهاء الصراعات والحروب منذ القدم ولديه من الخبرة والحنكة الكافية لمثل هذه الملفات التي كان يعجز عن حسمها المجتمع الدولي؛ نستذكر منها وثيقة الوفاق الوطني اللبناني في الطائف عام 1989م، واتفاقية السلام بين الفصائل الأفغانية في مكة المكرمة عام 1993م، واتفاق مكة بين فتح وحماس الذي وقع في مكة المكرمة عام 2007م، وغيرها من المصالحات والمبادرات.
وتبقى فرصة إنهاء الأزمة اليمنية رهينة أبناء اليمن أنفسهم بجميع مكوناته وأطيافه، واستغلال الدعم الذي قدمته وتقدمه المملكة العربية السعودية، وأشقائها في دول التحالف العربي وتحكيم العقل وتغليب المصالح الوطنية، والابتعاد عن أصوات النشاز أينما كانت، والتي لايروق لها أن يعيش اليمن سعيداً.
وقفة..
الأمير بندر بن سلطان:
"السعودية دولة معتدلة كلمتها صادقة، إذا وعدنا وفينا وإذا قلنا لا، نعني لا.. لسنا مثل غيرنا يقول نعم ولا بنفس الوقت".
ختاماً..
الجاهل عدو نفسه فكيف يكون صديقاً لغيره ؟!

