عبدالله الحرازي

٠٨:٠١ م-٢٤ مارس-٢٠٢٣

الكاتب : عبدالله الحرازي
التاريخ: ٠٨:٠١ م-٢٤ مارس-٢٠٢٣       43010

بناء جامع وإطعام جائع
كتب / عبدالله الحرازي
يعتبر شهر  رمضان  من مواسم الخير والطاعات عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم، ونرى تسابقا محببا للنفس في مختلف اصقاع المعمورة لاطعام الصائمين، وفي الغالب يكون المجتمعين على الموائد هم من ذوي الحاجة " الفقراء " في مشهد للتوادد والتراحم لاتراه في الملل الأخرى، لانه لادين سوى الإسلام لقوله تعالى " إن الدين عندالله هو الإسلام" .
وعلى وقع مشاهد الموائد المنتشرة هنا وهناك تبرز الحاجة القصوى لعمل إسلامي متكامل تقوم عليه الدول والجماعات والافراد للقضاء على الفقر، والجوع في العالم الإسلامي من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب ، ونجد أن البعض يردد القول المأثور عن السلف الصالح
" لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع ... وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع ..وخير ممن قام لله راكع ...وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع ... وخير ممن صام الدهر والحر واقع ..وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع ... فيــــــا بشرى لمن أطعم جائع"
والواقع أن الامة بحاضرها ومستقبلها بحاجة الى بناء الجوامع التي كانت ذات حين مصدر إشعاع لانارة العقول، وانشراح النفوس، وتطهير القلوب، ومن حلقاتها ودورها الريادي تخرج القادة، وتكونت الجيوش، وحملت الرسالة لهداية البشر ،  وفي وجودها خير الدنيا والدين،  وفي إطعام الجياع منفعة كبرى للامة لما فيه من العمل للقضاء على الفقر،  وجعل الانسان المسلم صحيح البدن، سليم التفكير، قوي التكوين قادر على العطاء في كل زمان ومكان، وفي اطعام الناس خير لهم ووقاية في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم يقول الحق تبارك وتعالى "
﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا 
واطعام الطعام من أسباب دخول الجنة: فعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ»  وقوله صل الله عليه وسلم ." «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة»
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" الشّريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، وأنّها ترجّح خير الخيرين وشرّ الشّرّين ، وتحصيل أعظم المصلحَتين بتفويت أدناهما ، وتدفع أعظم المفسدتَين باحتمال أدناهما.
ومن هذا المنطلق نحن بحاجة الى جمع الخيرين بناء الجوامع لما فيها من عبادة لله تعالى، واجتماع المسلمين، واطعام الفقراء لمافيه من ألفة للقلوب، وتأخي بين المسلمين، واجتماع وتراحهم وتواددهم.
وبالله التوفيق