

بقلم - د نهار بن عبد الرحمن العتيبي
من أهم الأمور التي يحتاج لها المتحدث أو الكاتب في أي مجال كان وفي أي موقع سواء كان أستاذاً جامعياً أو محامياً أو معلماً أو كاتباًإعلامياً أو شخصاً عادياً هو ترتيب أفكاره ،وترتيب الأفكار يكتسب أهميته لعدة أمور وتتمثل في الآتي :
1️⃣ إيضاح الفكرة أو الموضوع أو الرسالة التي يريد المتحدث إيصالها بدون تشويش أو تشتيت للقارئ أو المستمع .
2️⃣ الوصول لقناعة القاريء أو المستمع بشكل سهل ومباشر وهذا هو الهدف الأساسي للكاتب أو المتحدث .
3️⃣ الحصول على إنصات المستمع أو المستمعين إذا كان صاحب الفكرة أو طارح الموضوع يتحدث وأما إذا كان الموضوع مكتوباً فإذا كان الكاتب قد رتب أفكاره قهذا يجعل القارئ يشده الموضوع ويقرأه من أوله إلى آخره .
4️⃣ ترتيب الأفكار يعطي الموضوع المطروح أو الفكرة المطروحة قوة وجودة وهذه القوة والجودة تجعل المتلقي يتبنى هذه الفكرة في مجالها سواء اقتصادي أو اجتماعي وبالتالي يعمل بها ويطبقها على أرض الواقع .
والسؤال المهم الذي يطرح هنا ويحتاج إلى إجابة هو كيف أرتب أفكاري ، ويمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال النقاط التالية:
1️⃣ ترتيب الأفكار من حيث الأهمية : فكل موضوع عبارة عن مجموعة من الأفكار تكتب في جمل وكل جملة تعبر عن فكرة وهذه الجمل المعبرة عن هذه الأفكار تختلف أهميتها فبعضها مهم جداً وبعضها مهم وبعضها أقل أهمية ،ويبدأ الكاتب أو المتحدث عند ترتيب الأفكار فيبدأ بالمهم جداً ثم المهم ثم الأقل أهمية حتى يوضح أهمية الموضوع المطروح وكيفيته ومجاله فمثلاً لو كان الحديث عن مشروع اقتصادي يبدأ المتحدث عن فكرة المشروع ثم حاجة المجتمع إليه ثم كيفية تنفيذه والتكاليف التي يكلفها والأرباح التي ستعود من هذا المشروع وهذا مفيد جداً خاصة للمسوقين للمشاريع وغير المشاريع ولكل من أراد أن يكتب أو يتحدث في أي مجال آخر .
2️⃣ ترتيب الأفكار من حيث التسلسل :
أي موضوع يطرق لا بد أن تكون الأفكار متسلسلة فعندما يطرح فكرة لا بد أن تقود هذه الفكرة لما بعدها وإذا استمع السامع أو قرأ القارئ الفكرة الأولى وجد فيها ما يدفعه لمعرفة الفكرة التي بعدها ثم إذا انتهى من الفكرة الثانية تشوق لسماع أو قراءة ما بعدها فيجد القارئ أو المستمع ما يشبع نهمه من الأفكار المكتوبة أو المسموعة في الموضوع بشكل تسلسلي مشوق.
3️⃣ ترابط الأفكار : الأفكار المترابطة بشكل منطقي تعطي الموضوع قوة وجمالاً فالموضوع الذي تكون فيه الأفكار مترابطة فيما بينها وكأنها كتلة واحدة تجعل الموضوع جذاب وهذا يدفع الآخرين إلى قرائته أو استماعه بينما العكس بالعكس فإذا كان الموضوع غير مترابط الأفكار يصبح موضوع مهلهل ولا يصغي الآخرون للمتحدث عن إلقائه ويعرض القراء عن قرائته إذا كان مكتوباً.
4️⃣ التركيز في الفكرة المكتوبة : والتركيز في الفكرة يعني عدم إسهاب الكاتب أو الملقي أو الإطالة والتشعب وكذلك عدم الاختصار بشكل يخل بتوضيح الفكرة للآخرين ولهذا قيل : ابتعد عن التطويل الممل أو الاختصار المخل وورد في الحديث الشريف أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم كانت قصدا يعني ليست طويلة مملة ولا قصيرة مخلة .
5️⃣ الاهتمام بمضمون الفكرة ودقة معاني الكلمات : فاللغة العربية لغة واسعة الكلمات ويوجد فيها من الكلمات ماهو أدل على المعنى من بعض وكل ما كان معنى الكلمة يدل على المراد كل ما أعطى ذلك قوة لتلك الكلمة وبالتالي قوة للجملة أو الفكرة التي تعبر عنها ، وكذلك الأسلوب الذي تكتب به تلك الأفكار في هذه الجمل فكلما كان أسلوب الكتابة جميلاً ومعبراً وفيه بلاغة وتنوع في الاستشهاد بالقرآن والسنة تارة وبالشعر والنثر تارة وهكذا ، وكلما كان فيه تشويق وشواهد بالأرقام أو بالدراسات وغيرها كلما كان لذلك قبولاً وحظي هذا الموضوع بإعجاب القارئ أو المستمع .
وأخيراً فقد يختلف الناس في أساليبهم وفي طريقة كلامهم لكن هذا إطار عام يمكن أن يناسب الجميع ويمكن يطوره البعض حتى يتناسب مع الكاتب أو المتحدث من ناحية إمكانياته وقدراته والتوفيق هو من الله عز وجل .
معلومات عن الكاتب: المحامي والمستشار القانوني - مدينة الرياض

