

بقلم: الدكتور هويشل سعود ناصر الهويشل
الحمد لله على نعمه ووافر فضله وكرمه، الحمد لله الذي علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبعد:
المواطنة العالمية هي "صفة الفرد الـذي يـدرك الـعـالم الأوسع ويشعر بدوره كمواطن عالمي، ويحترم ويقدر التنوع، ويفهم الكيفية التي يعمل بهـا العـالم اقتصاديا وسياسـيا واجتماعيا وثقافيا وتقنيا وبيئيا، ويستنكر الظلم وعدم العدالة الاجتماعية ويـشارك ويساهم في المجتمع من خلال سلسلة من المستويات من المحلى إلـى العـالمي ويتحمل مسئولية أعماله. مثل احترام حقوق وحريات الآخرين باعتبارهم بشر وتقبل قيم الاخرين وثقافاتهم والاعتراف بالثقافات والديانات المختلفة ونبذ العنف والتطرف وتفعيل وفهم الأيديولوجيات والوعي والاهتمام والمشاركة في الشؤون الدولية والشعور بالهوية والاستمتاع بالحقوق، والالتزام بالواجبات، والمسؤوليات، والالتزامات والمشاركة للفعالة من قبل الجميع كأعضاء فاعلين وصالحين في المجتمع دون استثناء.
تشير المواطنة العالمية إلى الشعور بالانتماء إلى المجتمع الأوسع والإنسانية المشتركة، ويشدد على الترابط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والترابط بين المستوى المحلي والوطني والعالمي، ونظرا لأهميتها وتشعبها فإنها تتداخل وتتصل بكثير من القضايا المتنوعة. بالنسبة إلى التربية على المواطنة العالمية فهي من أولويات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في القرن الحادي والعشرين، وقد صدر في عام ٢٠١٥ دليل "التربية على المواطنة العالمية" بناء على التوجيهات التربوية الخاصة بهذا الشأن، وذلك بعد إطلاق الأمين العام للأمم المتحدة المبادرة العالمية بشأن التعليم أولا العام ۲۰۱۲، وقد أدى الاهتمام المتزايد بالمواطنة الكوكبية (العالمية) إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالبعد العالمي للتربية على المواطنة، والآثار المترتبة على السياسات والمناهج والتدريس والتعلم.
- سيسمح تعزيز المواطنة العالمية في التنمية المستدامة للأفراد بتبني مسؤوليتهم الاجتماعية للعمل لصالح جميع المجتمعات وليس لمجتمعاتهم فقط.
- تعميق فهم القضايا والموضوعات العالمية مثل: الترابط، والسلام والنزاع، والتنمية المستدامة.
- استكشاف هوية الفرد وعضويته والتأمل فيها من خلال منظور عالمي.
- دراسة مختلف المعتقدات والقيم ووجهات النظر العالمية عبر السياقات المتنوعة التي توجه التفكير والعمل المدني.
- التعرف على الحقوق والمسؤوليات في سياق المجتمع المدني ونظم الحكم المختلفة من المحلي إلى العالمي مثل: حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق السكان والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات.
- التحقيق في القضايا العالمية الأخلاقية مثل: الصحة، والبيئة، والأمن.
التعرف على العمل المدني المستنير والهادف والمشاركة فيه مثل مشاركة وخدمة المجتمع، المنظمات غير الحكومية، والمنظمات التي تدعم المشاركة المدنية. لقد تحوّلت "المواطنة العالميّة" إلى مستندٍ تُبنى عليه موادُّ دراسيّةٌ متنوّعة في مختلف دول العالم. تبنّى هذا التوجّهَ كتّاب واجتماعيون أمثال جايمس بانكس، الذي رأى أنّ من الضروريّ تغييرَ التعليم المحليّ "بسبب ما يشهده العالمُ من تغيير في البنى السكّانيّة، والعدد الهائل من النازحين، وأحقّيّةِ التعليم وتوفير حقوق المواطنة الكاملة لهم."
وختاماُ يلعب التعليم دورا كبيرا في تقدم المجتمعات واستدامتها، ويعتبر الأساس في الحفاظ على المكتسبات وجلب الاستقرار وصنع السلام في العالم من خلال خلق جيل من المواطنين الصالحين يحسون بالانتماء للإنسانية جمعاء والعالم بأسره. وهذا ما حدا بالمؤسسات التعليمية مدعومة من المجتمع الدولي بالتركيز على ما يسمى بالتربية من اجل المواطنة العالمية.
معلومات عن الدكتور هويشل سعود ناصر الهويشل
حاصل على المركز الأول لأفضل معلم على مستوى الخليج بجائزة حمدان بن راشد ال مكتوم
معلم رياضيات في مدرسة عبدالله بن مسعود الابتدائية بمدينة حائل
جهة العمل :وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية
المسمى الوظيفة: معلم متقدم
جوال : 0501660999

