

بقلم : أحمد صالح حلبي
وأنا أقلب صفحات الماضي لأقرأ ما دونه قلمي سواء بالصحف أو المجلات السعودية ، توقفت أمام ما سجلته مجلة " الحج والعمرة " قبل عدة سنوات ، فجذبني الحنين نحو أيام وسنين مضت ، والوقوف أمام مجلة جاءت من رحم مديرية الحج والحرمين الشريفين التي أصدر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ مرسومًا ملكيًا يقضي بإنشائها عام 1365 هــ ، فجاءت ولادة المجلة بعد عام من إنشاء المديرية وتحديدا في شهر رجب من عام 1366 هــ ، فصدر العدد الأول منها كمجلة إسلامية تصدر بمكة المكرة من إدارة شؤون الحج ، باسم (الحج ) ، غير أن هذا الاسم لم يستمر إذ تغير في عام 1391 هــ إلى ( التضامن الإسلامي) ، ثم عادت في شعبان 1414هـ لاسمها القديم ( الحج ) بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ ، وفي عام 1430هـ وبناءً على توصية الأمانة العامة لمجلس الوزراء رقم (48) في 12-2-1430هـ تغير اسمها إلى مجلة (الحج والعمرة) .
وتعاقب على رئاسة تحريرها كل من الأستاذ هاشم زواوي، ثم الأستاذ محمد سعيد العامودي، د. مصطفى عبدالواحد، الأستاذ عبدالله عبدالمطلب بوقس، الأستاذ محمد أحمد اشي، د. عاصم حمدان، الأستاذ حسين محمد بافقيه، الأستاذ محمد صادق ذياب، الأستاذ يحيى محمد باجنيد، الأستاذ طلال بن حسين قستي ، رحم الله من مات منهم ، ومتع من بقي بالصحة والعافية .
وبالعودة للمجلة وأعدادها فإن ما حمله العدد الأول منها يؤكد أنها جاءت كمجلة ثقافية اجتماعية شاملة ، فقد حمل الغلاف الداخلي الأول " مقتطفات من خطاب الملك عبدالعزيز في احدى المآدب الملكية التي تفضل بإقامتها لتكريم وفود بيت الله الحرام ، إذا قال ـ يرحمه الله ـ : " يجب على المسلمين أت يتفقوا ويتناصحوا في ظاهر الأمور وباطنها ، انني ادعو للاتفاق والاعتصام بالإسلام ن وأن نسعى لما يحفظ قوانا وأن نكون ضد كل شخص يعمل ضد الإسلام " ، وكان من ابرز كتاب العدد معالي الشيخ عبدالله السليمان ، أول وزير للمالية السعودية ، وفضيلة الشيخ محمد بن نافع ، والاستاد على أحمد بيومي ، والسيد محمد شطا والأستاذ عبدالوهاب آشي ، والأستاذ محمد علي مغربي ، والأستاذ عبدالله عريف ، وتضمن الإصدار قصيدة بعنوان " صلاة الفجر في المسجد الحرام لحسان الملك عبدالعزيز الأستاذ أحمد إبراهيم غزاوي ، إضافة لمقالات لكل من الأستاذ عبدالقدوس الانصاري ، الاستاذ محمد صالح قزاز ، والاستاذ حسين سرحان ، والأستاذ أحمد قنديل ، والأستاذ عبدالله شطا ، وغيرهم ـ رحم الله من توفي منهم ، ومتع من بقى بالصحة والعافية .
أما علاقتي بالمجلة ككاتب بها فقد بدأت إبان تولي الدكتور عاصم حمدان ـ يرحمه الله ـ رئاسة تحريرها ، فقد أوعز للسيد خالد علوي مدير الإدارة والتحرير بالتواصل معي للكتابة في المجلة ، وكانت فرصة جيدة لي للخروج عن أجواء الجريدة اليومية بمقال في مجلة شهرية معروفة ومنتشرة عبر العالم ، ومن أفضل ما كتبه بها استطلاع عن مكتبة الحرم المكي الشريف ، إبان تواجد مقرها في مبنى مستأجر بشارع منصور ، وكان الدكتور عاصم حمدان ـ يرحمه الله ـ هو من اختار الموضوع .
واليوم وأنا أستعيد تلك الذكريات ، قارئا لما خطه السابقون من أعمال أدبية ، وما طرحوه من رؤى ثقافية ، أجد أننا مقصرون في إبراز عطاءاتهم ، وما أقدمت عليه مجلة الحج والعمرة بإعادة طباعة العدد الأول للمجلة بمناسبة احتفال المجلة باليوبيل الماسي ومرور (75) عاماً على إصدارها ، يمثل خطوة جيدة تشكر عليها إدارة المجلة .
وأملي أن تعود المجلة للصدور مجددا فهي وسيلة إعلامية مقروءة ومميزة بمواضيعها .
@ashalabi1380

