النهار

٠٦:٢٩ م-٠٦ سبتمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٦:٢٩ م-٠٦ سبتمبر-٢٠٢٥       4950

بقلم: فوز الرحيلي 

تواجه  كرة القدم السعودية  تحديًا جوهريًا لا يكمن في قلة المواهب، بل في غياب صناعة اللاعب التكتيكي القادر على قيادة اللعب وصناعة الفارق داخل الملعب. فغالبًا ما يُدرَّب اللاعب المحلي على أسلوب تقليدي يعتمد على الإغلاق الدفاعي والمرتدات، في حين أن المواهب السعودية بالفطرة تمتلك المهارة والقدرة البدنية والذكاء العقلي، لكنها لا تجد البيئة التي تصقل هذه القدرات وتحوّلها إلى إمكانيات متكاملة ترتقي بالمستوى الفني.

ما تحتاجه الساحة الكروية اليوم ليس مجرد فرق تلعب بالحماس وردة الفعل، بل منظومة احترافية متكاملة تبدأ من الأكاديميات المتخصصة، حيث يتم الاهتمام بصناعة اللاعب منذ المراحل السنية الأولى، عبر تدريب ممنهج يركز على اللعب تحت الضغط، وتنمية السرعة والقوة، وصقل اللياقة، والأهم من ذلك ترسيخ الفكر التكتيكي الواعي: متى يبدأ الهجوم؟ كيف يُبنى اللعب بشكل منظم؟ ومتى يتم قراءة الخصم بذكاء استراتيجي؟

وفي هذا السياق، جاء نظام المواليد ليمنح الكرة السعودية بعدًا إضافيًا من حيث توسيع قاعدة المواهب ورفع مستوى المنافسة، من خلال السماح بضم أبناء المقيمين المولودين داخل المملكة للأندية والمنتخبات ضمن ضوابط محددة. غير أن هذه الخطوة ما تزال بحاجة إلى رؤية واضحة تحدد الهدف الأساسي من استقطاب لاعبي المواليد؛ هل الغاية هي الاستثمار أم تطوير المستوى الفني؟

إن كان الهدف هو الاستثمار، فلا بد من وضع لوائح منظمة تضمن العدالة وتمنع الفوضى، وتشجع الأندية على البحث عن المواهب الشابة التي يمكن تطويرها، بدلًا من إبرام صفقات باهظة غير مضمونة العائد. فالسوق بحاجة إلى نظام متوازن يحمي مصالح الأندية، ويرتقي بالمستوى الفني، ويحوّل استقطاب لاعبي المواليد إلى مشروع حقيقي يخدم  كرة القدم السعودية  بعيدًا عن الارتجال والمضاربة.

الحل يكمن في معادلة متكاملة: أكاديميات احترافية تصنع اللاعب التكتيكي منذ الصغر، ونظام مواليد منظم برؤية استراتيجية واضحة، وتخطيط طويل المدى يضمن استدامة التطوير. عندها فقط ستتمكن الكرة السعودية من بناء أندية ومنتخبات قادرة على المنافسة القارية والعالمية، وتحقيق طموحات المشروع الرياضي الوطني.

 Fawz_r7