

إعداد - سهام ورقنجي
تُعد ثمرة الرمان من أجمل ثمار الصيف وأكثرها ارتباطًا بمشهد الطبيعة في منطقة عسير فهي فاكهة تجمع بين جمال الشكل وحلاوة المذاق وتُختم بها عادة أيام الصيف الطويلة قبل أن يطلّ الخريف بأجوائه المختلفة.
بيئة عسير المثالية للرمان
تتمتع عسير بتنوع جغرافي ومناخي يجعلها أرضًا خصبة لزراعة محاصيل موسمية مميزة ويأتي الرمان في مقدمتها.
ففي المحافظات الجبلية مثل النماص وبلقرن و تنومة و سراة عبيدة وأجزاء من أبها يزرع المزارعون هذه الفاكهة اعتمادًا على الطقس المعتدل صيفًا والبارد شتاءً ما يمنحها جودة عالية وطعمًا فريدًا.
كما تسهم الأمطار الصيفية والمياه الجوفية في تقوية الشجرة وإنتاج ثمار كبيرة الحجم غنية بالعصارة ذات حبوب متراصة وملونة بلون أحمر قانٍ يجذب الأنظار.
موسم الحصاد.. طقس اقتصادي واجتماعي
يبدأ حصاد الرمان في عسير أواخر الصيف ويستمر لأسابيع عدة، وخلال هذه الفترة تتحول المزارع إلى مشهد مبهج حيث ينشغل الأهالي بقطف الثمار وفرزها استعدادًا لتسويقها في الأسواق المحلية أو شحنها إلى مناطق أخرى.
ولا يقتصر الأمر على الجانب الاقتصادي فقط بل يتجاوز ذلك ليصبح موسمًا اجتماعيًا يحتفي به الناس؛ إذ تقام المهرجانات الزراعية التي تعرض أجود الأنواع وتتيح للزوار تذوق الرمان الطازج والتعرف على طرق استخدامه في العصائر والمأكولات الشعبية.
ثروة غذائية وصحية
الرمان ليس مجرد فاكهة موسمية بل هو مخزن صحي طبيعي؛ إذ تشير الدراسات إلى أنه:
• غني بمضادات الأكسدة التي تكافح الجذور الحرة وتعزز المناعة.
• يحمي القلب عبر خفض الكوليسترول الضار وتحسين تدفق الدم.
• يساعد على الهضم بفضل أليافه الغذائية.
• يقاوم علامات التقدم في السن ويعزز نضارة البشرة.
• يدعم التحكم في ضغط الدم ويقي من بعض الأمراض المزمنة.
ولهذا لم يأتِ ذكره في القرآن و التراث العربي والإسلامي إلا باعتباره رمزًا للبركة والعافية.
الرمان.. لؤلؤة تختتم الصيف
حبّاته التي تشبه اللؤلؤ الأحمر وسط قشرة قوية جعلته ثمرة تحمل قيمة جمالية وروحية إلى جانب قيمته الغذائية. وبين جمال الطبيعة في عسير وخصوبة أراضيها، يظل موسم الرمان عنوانًا بارزًا يختتم به الصيف بريقه، حاملاً معه حكاية ثمرةٍ تجمع بين المذاق الفاخر، المنظر الأخّاذ، والفوائد الصحية المتعددة.

