النهار

١٠:٥٠ م-٢٢ أغسطس-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٥٠ م-٢٢ أغسطس-٢٠٢٥       8360

بقلم: د. نجوى الكحلوت
في كل عام دراسي جديد، تُفتح أمامنا صفحات بيضاء تنتظر منّا أن نخطّ عليها قصص نجاحاتنا القادمة، فكما أن الغرس السليم في بدايته يؤتي ثمرًا طيبًا، كذلك الانطلاقة الجادة من أول يوم دراسي، وبالتخطيط المتقن تصنع فارقًا كبيرًا في مسيرة الطالب العلمية والشخصية.
إن الاستعداد الجيد للدراسة ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء الثقة في النفس، وتنظيم الوقت، ووضع أهداف واضحة. فالعقل المرتب والنفس المتحفزة تجعلان الطالب أكثر قدرة على التركيز والتحصيل، فيسهل عليه استيعاب الدروس ومواجهة التحديات. والبداية القوية تزرع في القلب عزيمة، وفي العقل طموحًا، وفي الروح طمأنينة، فيشعر الطالب أن العام بين يديه لا ضده.
العلم هو السلاح الذي تبنى به الحضارات، وهو الركيزة التي تقوم عليها الأمم، وقد أولى الإسلام العلم مكانة عظيمة، فجعل طلبه فريضة، وربط به رفعة الإنسان في قوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ المجادلة:11، فبالعلم يُنير الإنسان دربه، ويستطيع أن يسهم في بناء وطنه ونهضة مجتمعه. 
ولنا في التاريخ عبرة: فالأمم التي أحسنت البداية في ميدان العلم بلغت مراتب العز والتمكين، والأمم التي قصّرت في الاستعداد له تراجعت وتخلفت، إننا حين نستثمر في التعليم، فإننا في الحقيقة نستثمر في المستقبل، ونصنع أجيالًا قادرة على الإبداع والابتكار والقيادة.
فلنجعل بداية هذا العام الدراسي بداية نوعية، نملؤها بالإصرار والعمل، ونستحضر فيها قيمة العلم وأثره، وليتذكر كل طالب علم -في أي مجال من المجالات- أن ما يزرعه اليوم من جدّ واجتهاد سيحصده غدًا نجاحًا ومجدًا، وأن الأمم لا تُبنى إلا بعقول أبنائها.
وخاتمة القول: من يبدأ قويًّا يصل أبعد، ومن يستعد بإخلاص يصنع إنجازات تخلّد أثره، وكلما سحبنا القوس بقوة كانت انطلاقته محددة ومصيبة للهدف، فكذلك  البدايات القوية  تصنع نهايات مشرّفة ونجاحات نوعية.