

عبدالله الكناني
بقلم: عبدالله الكناني
في زمن تتكاثر فيه الدعوات للطرق المختصرة، والبحث عن نتائج فورية دون عناء، تظل الحقيقة راسخة لا تتغير: النجاح لا يصنعه التمني، ولا يُهدى على أطباق من فضة، بل يُنتزع بكفاح مستمر، وعزيمة لا تعرف التراجع.
ليست هناك عصا سحرية تُحقق الطموحات، ولا دروب مفروشة بالورود توصل إلى قمم الإنجاز.
فكل نجاح حقيقي تقف خلفه قصة تعب طويلة، ومحطات من التحدي والصبر والالتزام، وساعات لا تُحصى من العمل الجاد.
تأمل في الطير، وقد جعله الله مثالًا حيًّا للسعي.
يُرزق، نعم، لكنه لا يجد قوته في العش، بل يخرج مع أول خيوط الفجر، يخفق بجناحيه، ويجوب السماء طلبًا للرزق.
تلك هي المعادلة الفطرية التي تحكم هذا الكون: رزقك لا يأتيك إلا إذا سعيت له، وحلمك لا يتحقق إلا إذا ركضت نحوه.
كذلك هي الأحلام، لا تُدرك بالكسل ولا تُنال بالتسويف، بل تُؤخذ غلابًا، وتُروى بالتضحيات.
فالعظماء الذين ألهموا العالم لم يصلوا بالصدفة، بل كانت قصصهم حافلة بالفشل المؤقت، والطرق الوعرة، والإرادة التي لم تخضع لعقبات الطريق.
ومن أراد القمة، فليتهيأ لصعود الجبال، لا لجني الثمار من السفوح.
فالمجد لا ينمو في أرض سهلة، بل في قمم لا يصعدها إلا أولئك الذين عرفوا أن الطريق إلى الإنجاز محفوف بالتعب، ولكنه جدير بكل خطوة فيه.
إن رسالة النجاح اليوم، في عالم يزدحم بالضوضاء والفرص السريعة، يجب أن تُقال بوضوح: اجتهد، واصبر، وثابر، وتوكّل.
فكل إنجاز عظيم يبدأ بخطوة، وكل قمة شامخة كانت ذات يوم حلمًا صغيرًا في عقل إنسان لم يعرف التراجع.
النجاح لا يُمنح، بل يُستحق.
ولا يُكتب للتاريخ إلا أولئك الذين فهموا أن العرق قبل المجد… وأن الكفاح هو الطريق الأقصر للوصول.

