

بقلم- أحمد صالح حلبي
الحديث عن الملاحق الأدبية والثقافية بالصحف والمجلات السعودية في الماضي يفتح المجال أمامنا للحديث عن دورها في تنمية قدرات الشباب ، وإبراز العديد من الأدباء الذين يتصدرون اليوم المحافل الأدبية والثقافية .
ومن أبرز هذه الملاحق الملحق الأدبي بجريدة الندوة الذي كان يعده ويشرف عليه الأستاذ محمد موسم المفرجي ـ يرحمه الله ـ ، ويصدر كل يوم أحد ، ويعد من الملاحق التي أبرزت للساحة العديد من الشعراء ومنهم الدكتور عبدالرحمن عشماوي ، كما كان له دوره في نشر الدراسات والبحوث ومنها بحث بعنوان "فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي" والذي نشر على مدى ثلاث سنوات من عام 1406- 1408هـ ، وعلق عليه فضيلة الشيخ علي الطنطاوي ـ يرحمه الله ـ في برنامجه التليفزيوني ” نور وهداية” عام 1408 هــ.
ولا ينكر دور ملحق الأربعاء الصادر عن جريدة المدينة كملحق جمع بين الثقافة والفن وقدم مواد صحفية مميزة ، ولعب دورا مميزا في إبراز الفن التشكيلي ، كما فتح المجال أمام إبداعات الناشئة من الشباب والفتيات في المجال الأدبي والفني.
والحديث عن ملحق الأربعاء بجريدة المدينة يعيد بنا الذاكرة إلى ملحق التراث الصادر بنفس الصحيفة والذي امتد لنحو ربع قرن ، وكان يمثل واحدا من روافد العلم والثقافة الإسلامية الرصينة بالنسبة لجمع غفير من طلاب العلم والدراسات العليا ومحبي وعشاق التراث داخل وخارج المملكة ، و كان أشبه بمجمع علمي رائد حيث استكتب عددا كبيرا من العلماء المتخصصين ، وكأن مؤتمرا علميا ينعقد أسبوعيا على صفحاته ، ويعتبر الدكتور محمد يعقوب تركستاني هو المؤسس والمشرف على الملحق.
ومن الملاحق الأدبية والثقافية ملحق "الرياض الثقافي" الصادر عن جريدة الرياض الذي وقف ولا زال يقف أمام التسارع الرقمي ، والاكتساح الرقمي ، ويحظى باهتمام ومتابعة من قبل الكثير من القراء خاصة الأدباء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها ، وهو واحد من المنابر الصحفية التي منحتني الفرصة لنشر كتاباتي على مدى ثلاث سنوات ، ولم يبخل علي بالمساحة ولم يقصر في النشر ، ويمتاز بتنوع موضوعاته ، فهو يجمع بين الشعر وقصائده ، وأقسام القصة ، سواء كانت رواية باعتبارها أكبر الأنواع القصصية حجمًا ، أو حكاية كوقائع حقيقي أو خيالي ، أو قصة قصيرة تمثل حدثًا واحدًا، في وقت واحد وزمان واحد، قد يكون أقل من ساعة ، أو الأقصوصة وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على كتابة منظر واحد ، أو قصة وهي وسط بين الأقصوصة والرواية .
كما لاي يمكن ان نتغافل الملاحق الصادرة عن جريدة البلاد ، ومنها ملحق الثقافة والفنون ، والذي كان لي شرف المساهمة فيه من خلال عملي كمدير لمكتب جريدة البلاد بمكة المكرمة سابقا .
ونأتي لمحلق الجزيرة الثقافية الصادر عن جريدة الجزيرة ، وهو من الملاحق التي برزت في الثمانينات الميلادية وظل على ثباته وقوته مقدما إنتاج ثقافيا وأعمالا أدبية مميزة .
أما ملحق ( المربد ) الصادر عن جريدة اليوم والذي عنى بالثقافة والأدب فقد جاء من بعده ملحق " اليوم الثقافي" بنفس الصحيفة ، ليساهم في نشر الثقافة والأدب ويعمل على دعم الشباب والناشئة .
هذه لمحة مختصرة عن الملاحق الأدبية بالصحف المحلية والتي ساهمت بشكل قوي في اثراء الساحة الأدبية والثقافية بإبداعات أدبية وأنجبت العديد من الأدباء والمفكرين السعوديين .

