جيلان النهاري

٠٨:٥٥ م-١٢ يونيو-٢٠٢٣

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ٠٨:٥٥ م-١٢ يونيو-٢٠٢٣       39325

 

 المثابرة وتسطير التاريخ في رؤية 2030. 

بقلم :جيلان النهاري.
@JILANALNAHARI

في تاريخنا البشري منذ أن بدأت البشرية التدوين، ونحن تُنقل إلينا قصص عديدة عن حقب زمنية سحيقة وقريبة لأقوام وشخصيات خلدهم التاريخ بأسماءهم كماهي في المدونات التاريخية والقصص الأدبية التي تحكي عنهم.
كل ذلك يحتمل أن تكون تلك المدونات ليست حقيقة أو تحمل مبالغات في السرد التاريخي أو الأدبي، ومن نسج خيال كاتبها أو مدونها أو حتى الناقل للقصة ومضيفا لها بعض الحليات الأدبية للتجميل وزيادة للتشويق أو الفائدة أو الإثارة للحدث.

فمن خلال قراءتي للكتب التي تحمل مثل هذه الأخبار، قد يتفق معي وقد يختلف معي القاريء:
وجدت نفسي في أن الكتاب الصادق فيما أورد بين دفتيه عن قصص الأمم والشخصيات عبر الحقب الزمنية في تاريخ البشرية هو الكتاب المحكم آياته الكتاب المبين القرآن الكريم، لأنه كتاب يخاطب الروح ويعزز يقين الإيمان في القلب بالحِكم والعبر من القصص المذكورة في سُوَرِّه.
غير قصص القرآن الكريم، فأنا أجد في باقي الكتب التاريخية والقصص القديمة من خارج القرآن الكريم فقط الفائدة للإستئناس والعبرة للفائدة الحياتية دون إعطاء القصة المصداقية الكاملة والإيمان بنزاهة مانقل عبر هذه الكتب من وقائع واحداث حتى ولو بنسبة ترجيحية للمصداقية، فهي تبقى من أقلام وأفواه البشر حكيمهم وراشدهم وفيلسوفهم ومجنونهم الواسع الخيال، وكذلك مؤرخهم المفضل في زمنهم الذي قد يفقد المصداقية لسبب ما، فالكل يدوِّن، والآخرون يقراؤن، وتبقى الحياة كلها قصص تتناقل بين البشر.

المشاهدات التي تم إكتشافها عبر التاريخ والتي هي حاضرة أمامنا في يومنا هذا والمستخرجة من باطن الأرض والمدونة والمحفورة والمخطوطة على الصخور والكهوف وعلى أجساد الجبال فهي تنقل لنا أحداث وأقوال واقع تلك الحقب وأهلها، مالم تكن مزورة ويراد بها ترويج مصلحة ما، فهي تعطينا حقيقة الأرض وأهلها وكيف هي حضارتهم وثقافتهم.

في بلدنا الكبير كشفت لنا حقائق قوة الإرث الحضاري المكتسب في جينات أهله منذ خلق الله أبونا آدم إلى أن وصل بنا التاريخ إلى هذا العهد الميمون الذي يعرفه كل الكون اليوم بالمملكة العربية السعودية وذلك من خلال ماتم الكشف عنه من أحفوريات ومخطوطات ونقوش كتابات تحمله باطن هذه الأرض الطيبة وصخورها وجبالها.
فإبن هذه البلد في أهداف الرؤية 2030 إنطلق وأكتشف حقيقته التي يفخر بها من إرثه التاريخي الذي دونته كفوف أجداده عبر الزمن والحقب في تراثة الأثري على الصخور والجبال والكنوز في باطن الأرض، فيعلم كيف ثابر أجداده وكيف عانوا من الفشل وكيف أستفادوا من النجاح، ولماذا نحن اليوم نسطر تاريخا مجيدا لهذه الأرض وهذا البلد ليحفظه الله كما تعهد وأقسم به [ وهذا البلد الأمين].