

بقلم: غازي العوني
يعتبر يوم 19 يناير يوم استثناءياً سنتذكره دائما في القرن الواحد والعشرين بعد أحداث عظيمة دامت خمسة عشر شهراً في دوامة من التطرف الذي لم يشهد له العالم مثيل من الإجرام والتطهير العرقي في بقعة صغيرة من قطاع غزة، الذي عانى طيلة الأشهر من تجويع وحصار وقتل وتدمير من أحزاب متطرفة لاتمثل فكر أحد من العصر البشري.
بل تمثل فكر من العصر الحجري ذلك العصر الذي تحجرت فيه عقولاً وقلوباً لا تؤمن إلا بالقتل والتدمير، واستعراض القوة واستباحة كل حقوق الكرامة الإنسانية فلا تعترف بعهود ومواثيق وقوانين معترف بها من العرف الإنساني نتيجة أنها تعيش في الماضي وليس الحاضر مع أحزاب تمارس فكر التطرف في صنع بطولات من الخرافات والدجل تحت مسميات وشعارات لاتمت أصلاً بالدين الذي أرسل به جميع الأنبياء والرسل.
بل هم سواء في انتهاك حرمة الإنسانية فلاهدف لهم إلا إشعال الحروب والصراعات وزعزعة الاستقرار في العالم أجمع ذلك العالم الذي يعيش بين أحزاب الدجل، التي تمارس كل أنواع التطرف تحت صور وأشكال تحمل نتائج كارثية على البشرية.
فمن أعظم التطرف أن تجتمع تلك الأحزاب المتطرفة في حكومة ائتلافية، كما حدث في القرن السابق أيضاً فلقد كتب للعالم صفحة متجددة، في هذا اليوم الذي يجب أن يكون يوم عالمي للأمن الفكري، حتى نتعلم من الدروس من أجل أن لايتكرر مثل هذا التطرف الذي جعل من العالم طيلة أشهر، يشاهد كوارث خطيرة من الخروج عن الاتزان الفكري نتيجة وجود مثل هؤلاء، الذين جعلوا من الدين صراع لاينتهي مع مكر وخداع وزيف غير مسبوق من أجل جر العالم إلى حرب كبرى للقتل والتدمير، ولكن مع وجود ضمائر أنتصرت أخيراً في هذا اليوم، حين قالت في صوتاً زلزل العالم كفى إرهاب وكفى إجرام فلقد كانت حرب عمياء، لم ينتصر فيها أحد من الطرفين بل أنتصر ذلك الضمير الذي خرج عن التمييز العنصري في العالم بعد أن شاهد أهوال يوم قيامة التطرف وطوفان من الغرق الفكري.