

فاطمة الأحمد
بقلم - الكاتبة فاطمة الأحمد
الحياة أوسع مما نراه، أرحب مما نحياه، وأعمق مما نحمله في قلوبنا من ذكرياتٍ جميلة أو مؤلمة.
كم من نافذةٍ قديمة وقفنا خلفها، نحدّق في مشهدٍ أسرنا بجماله، أو ربما بوجعه. نافذةٌ كانت شاهدةً على لحظاتٍ مرّت، على ضحكاتٍ ترددت أو دموعٍ انسابت في صمتٍ عميق.
لكن يا صديقي، لا تكن عالقاً في مشهد نافذتك القديمة مهما بلغ جماله أو تأثيره على روحك. فما كان قد مضى، وما مضى لا يمكن استعادته، ولو حاولنا بكل شوقٍ أن نعيد تشكيله في حاضرنا.
نحن لسنا أسرى اللحظات، بل نحن أبناءُ التغيير، أبناءُ السعي نحو الأفق الأوسع.
تعلّم أن تغلق النوافذ القديمة، لا كرهاً لما كان، بل حباً لما سيكون.
لا تُحمّل نفسك قيود الحب الأول، أو الحلم الأول، أو النجاح الأول.
فالحياة لا تقف عند محطة واحدة، ولا عند نافذة واحدة. إنها بحرٌ ممتد، كلما أبحرت فيه اكتشفت عوالم جديدة.
افتح قلبك للرحابة، لا تخف من المجهول، فهو يحمل في طياته فرصاً للنمو، ومشاهد أجمل مما رأيت يومًا خلف نافذتك القديمة. تذكّر دائماً أن الحياة ليست ما قد فات، بل ما ينتظرك حين تجرؤ على المضي قدمًا.

