الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٣٠ ص-٠٧ يوليو-٢٠٢٤       25960

 

المحرر الثقافي محمد الحارثي

الشاعر محمد العرافي من الشعراء الشباب الذين شقو طريقهم بنجاح في عالم الشعر صدر له ثلاث دواوين وهي "وردة الصبح ، نجمتان ، لمحة ضوء " وبرز بشعره بقيمته الشعرية من بين مشهد كثر فيه الشعراء وأتخمو الذائقة بالحشو من الشعر الذي لايرقى لمستوى هذه الذائقة المتعطشه لجمال وبلاغة المعاني وجزالة الألفاظ ليبقى هذا الشاعر مستوطن ذائقة المتلقي بما حباها الله من موهبة شعرية صقلها بلغته الجميلة وبفكره المستنير وثقافته الواسعة وماهذه القصيدة الرائعة إلا هي من روائع ماقاله في أطهر واقدس بقعة على وجه الأرض مكه المكرمة التي كرمها الله ومنحها معجزات من السماء بهذه المعاني الروحانية في هذه الأبيات التي يقول فيها:

العاشقونَ لنيـلِ وصلـِكِ رامـوا 
 وترنموا بالذِّكـرِ حتـى هامـوا 

يا قبلـةَ الدنيـا إليـكِ توجهـتْ 
 أزكى القلـوبِ يؤمهـا الإسـلامُ 

ضمأى لفيضِ نداكِ أنهكَها الصدى
تسعـى بهـا الأرواحُ والأجسـامُ 

لَبَّتْ مشاعرُهـا النـداءَ فأقبلـتْ
 تبغـي الحيـاةَ دليلُهـا الأحـلامُ

يامكتي الغراء يا وطـنَ الحمـى
 قَصُرَتْ لوصفِ جلالِـكِ الأقـلامُ 

أشرقت بالوحي المقدسِ فاهتـدى
بـكِ حائـرون وأُرشِـدَتْ أفهـامُ 

وتسامقتْ فـي العالميـن منابـرٌ
 قامتْ بأرضِكِ فانـزوى الإعتـامُ 

يا مكتـي الغـراء يـا قديستـي
 بينـي وبينـَكِ ألفـةٌ وغــرامُ
 
بيني وبين شعابِك انعقدَ الهـوى
 منـذُ الطفولـةِ وانبنـتْ أحـلامُ

وَدَرَجْتُ أحتضنُ الجلالـةَ لا أرى
 قـدرا كقـدرك تعـرفُ الأيــامُ

نفحاتُ طهـرك أنعـمٌ لاتنقضـي
 ماحـنَّ للبيـتِ العتيـقِ حمـامُ

ونسائمُ الإيمانِ تكتنـفُ النهـى
 فتزولُ عنـد هبوبهـا الأوهـامُ

من ماءِ زمزمَ كم تضلَّعَ ضاميءٌ
 وشفـى فـؤادا ملـؤهُ الأسقـامُ 

تصفو النفوسُ به بـإذنِ مليكِهـا 
 ويروقُهـا جنـبَ المقـامِ مقـامُ 

أمَّ القرى تاجَ المدائـنِ والقـرى
 قديستـي شوقـي إليـكِ هُيـامُ

إن يسألوني عنكَ كيـف أجيبهـم
 يكفي بأنّ العيـشَ فيـك سـلامُ