جمعان الكرت

١٨ يونيو-٢٠٢٤

الكاتب : جمعان الكرت
التاريخ: ١٨ يونيو-٢٠٢٤       21065


بقلم الكاتب | جمعان الكرت
 

تنامى الوعي الاجتماعي والثقافي في منطقة الباحة في السنوات  العشر الماضية مما أثمر عن اهتمام كبير بالموروث الثقافي بنوعيه المادي وغير المادي،ويمكن الاستدلال على ذلك بوجود الكثير من المتاحف الشخصية كمتحف الأخوين متحف بن مصبح متحف دوس التراثي  متحف الفيان متحف الشملاني متحف واجهة الأصالة، متحف صالحة بسيس، متحف القاطعي متحف بن موالا متحف العمدة، ونزل العايد، فضلا على المنتجعات والمزارع السياحية مزرعة الزيتونة، بساتين اللوز، مزرعة البروقي، مزرعة الخازم، ونزل الحازم، مزرعة الدوسية، مزرعة الجسر النباتية، مزرعة اللوز، وغيرها، هذا الانعطاف الثقافي سواء كان سببه التعليم أم النوافذ الثقافية  جامعة الباحة، إعلام، نادي أدبي، جمعية الثقافة، الشريك أدبي تشّكل حراكًا سياحيا وثقافيا محمودين، وإذا نظرنا إلى جغرافية الباحة لأدركنا بأنها حديقة كبيرة بما تحويه من غابات وجبال ونباتات طبيعية، والزائر يصاب بدهشة الجمال ما أن يصعد جبال شمرخ أو حين يسلك المسار السياحي القادم من ثقيف بالحارث وبني مالك وصولا إلى منطقة الباحة، نلحظ أن الجبال مكسوة بالأشجار وخصوصا أشجار العرعر والزيتون البري "العتم" كل تلك المعطيات الطبيعية التي أوجدها الخالق عزوجل وفرّت بيئة سياحية لافتة يشارك  الإنسان في معزوفة جمال الطبيعة من خلال إقامة المشاريع المتعددة ، ووجود تلك المزارع السياحية والمتاحف التراثية  والقرى التراثية كقرية الأطاولة وقرية الموسى والعبادل وقرية الأطلال بالمندق قلعة بخروش وقصر بالرقوش وقصر بن عصيدان وقصر بن كدسة قصر مشرف التاريخيّ ببلجرشي ومئات القلاع والقرى التراثية ندرك بأن الوعي هو المحرك الأساسي لأن يستثمر الإنسان الموجودات الطبيعية والتي زادها  حسنًا على حسن الأمطار  التي  حظيت بها الباحة لتشكل المياه لوحات جمالية أودية وشلالات وعيون كانت بالفعل عوامل  جاذبة للكثير من الزوار والسياح  كشلال خيرة وشلال وادي الحمدة وشلال عين الجمل وواديي تربة وثراد  وغيرهما من الأودية الجارية، ولمّا كانت طبيعة الباحة الجغرافية أعطت فرصة استثمارها  زراعيًا منذ آلاف السنين بإقامة المدرجات الزراعية، إلا أنه في الآونة الأخيرة برزت ميزة جديدة  "الهوية السياحية" لطبيعتها الآسرة لتضاف هوية جديدة تضاف إلى هويتها السابقة( الهوية الزراعية) هذا التكوين الجغرافي للباحة جعلها تكون واحدة من أهم المصايف في وطننا الغالي،وهنا يأتي الدور الحيوي والهام لرجال المال والأعمال في المبادرة والمشاركة في إقامة المشاريع  الاستثمارية في المجالات السياحية، والتجارية والصناعية والاستجمام،

وحين نعود لسؤالنا  في مستهل المقالة لماذا زاد الاهتمام بالموروث الثقافي في الباحة؟ندرك أن الإنسان هو المحرك الأساس للتنمية بما يمتلكه من فكر وقدرات وثقافة ودور حيوي ومساهمة فاعلة، وكلما نمت الثقافة ارتفع مؤشر الوعي، وهذا الذي نلحظه في منطقة الباحة.