

بقلم - ا. نور العتيبي
﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾، سورة الحج (آية 27).
في كل عام يتوافد الحجاج إلى مكة المكرمة من كل الأقطار والأمصار بمختلف لغاتهم وعاداتهم ويمكثون فيها أياما معدودات لأداء فريضة الحج.
هنا يستعد أهل مكة من قبل وقت الحج بشراء مؤنة مضاعفة لهم وللحجاج من الطحين و الارز و التمر و السمن و اللحوم والقهوة والهيل والسكر.
حيث انه ينشغل الجميع لخدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة فتغلق الأسواق بمكة للعمل بالمشاعر.
يستعد أهل مكة بتحضير ماء زمزم المضاف له قطرات من ماء الورد والقهوة والشاي والتمر الخبز المصنوع بالمنزل المسمى خبز الملة او القرص المصنوع من الطحين والزيت والمخبوز على الصاج لإعطائه للحجاج خاصة المشاة منهم عند ذهابهم الى منى.
يصطف الأهالي و الأطفال على الأبواب و الشرفات يشاهدون المنظر البهيج من حجاج بيت الله الحرام و يردد بعض الأطفال التكبير مع الحجاج (لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
يقدم الشباب الماء و القهوة السعودية والتمر للحجاج المشاة خاصة ممن يتوقفون بالطريق لأخذ قسط من الراحة.
أما أهل مكة، فبعد نفرة الحجاج الى منى وإغلاق المحلات و الدكاكين يبقون في بيوتهم التي اجتمع فيها الأهل و الأحباب يتمون صيام ليال عشر ذي الحجة و يصنعون الأكلات المكية اللذيذة و يتسامرون على القهوة السعودية والشاي والكعك،يستمعون الى قصص الجدات و سيدات العائلة اللاتي اجتمعن هن وأطفالهن في بيت واحد.
وفي يوم الوقوف بعرفة تسارع نساء مكة الكريمات الى الذهاب للحرم و الطواف بالكعبة حيث أنه طال بهن الزمان عن الحرم لازدحامه بوفود الحجيج والمعتمرين.
وعند عودتهن يستقبلهن الاطفال فرحين بالهدايا و الالعاب و الحلويات.
وفي يوم العيد الأول (يوم النحر) يتم طبخ الذبائح في البيوت و يتجمع عليها الأهل و الأحباب.
لقد تكيف أهل مكة المكرمة مع الوافدين للحج والعمرة و سخروا أنفسهم لخدمة بيت الله الحرام تحت ظل حكومتنا الرشيدة حكومة المملكة العربية السعودية فمن لا يعمل بالقطاعات الحكومية والخدمية فهو يتطوع لإرشاد الحجاج وأطعامهم وسقايتهم. أما النساء والأطفال فيكون الحج بالنسبة لهم اجتماع مع الأهالي و الدعاء للحجاج لتسهيل حجهم.