

أمل سلامه الشامان
بقلم الكاتبة | أمل سلامة سمران الشامان
شعورك بالتوهان والضياع وعدم القدرة على التركيز تشتت فكرك وحيرة قلبك وعقلك تسكنه الفوضى، تعيش وكأنك بعالم منعزل، أو كأنك بقرون بائدة
تتصرف بلا وعي وبلا ذاكرة حاضرة، تعيش العمى بكل تفاصيلة مُبصرا للضوء فقط لكي تدل طريقك ولا تتعثر فينجرح جسدك، فالقوة لا تكمن بالنسيان بل القوة أن تتذكر ولا تتأثر أبدا فأنت لم تُخلق هكذا بل انعكست الفطرة لديك فأحدثت الخوف، بهوس تصرفات غير طبيعيه وغريبة تصدر منك قد يتخللها شعور بالعظمة بعدم قُدرة أحد على هزيمتك أو ردعك وكأنك أحدثت تأثيرا في العالم .
طوبى لمن أدّب قلبه وعقله وحارب فساد قلبه لان محاربه الفساد يبدأ من الذات ونقيضه الأمانة فهي ما تفعله بينك وبين نفسك وليس ما تفعله لإرضاء من حولك وبحضورهم لأنهم قريبين منك فحسب، وتجاهلت تناسيا مسؤلياتك اتجاه غيرك.
ولو أعددناها من عادتك كالامبالاة في مخالفات المرور كعدم ربط حزام أمانك أو قطع إشارة المرور مثلا فحتما لديك كامل الاستعداد لكل التجاوزات في الحياة بلا أدنى مسؤوليه ولا خوف من رقيب ولا حسيب فثمه عقود لا تُفسخ .
وإن لم ينتقدوك فأعلم أنه خوفا وتملقا للوصول لمبتغاهم
وهم أول الشامتين بك عند سقوطك ولك فيمن سبقك المواعظ والعبر، نعلم أن حياتك ملكك ولن يأتي أحد لإنقاذك.
وأعلم أن اضطراب روحك لا يعد جنونا أبدا، بل روحا تريد أن تعلو بصاحبها لعالم تصفو سماءه وتحلق طيوره، فتنهيدة الروح قاسية في عصراً زاد جنونه.

