اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
تناقلت وسائل الإعلام في الأيام الماضيه أن الحوثي اطلق صواريخ لضرب ميناء ايلات الإسرائيلي تضامناً مع غزه !! . لقد دُهِش المراقبون والمتابعون والمحللون من تسويق هذا الخبر وخاصة من وسائل الإعلام الإسرائيليه والأمريكية والأوروبيه والايرانيه ، اذ كيف تستطيع عصابة او جماعة الحوثي القيام بهذا العمل وهي لا تملك مقوماته الفنية والصناعية والعلميه تلك الجماعه التي تنحصر مهمتها المكلفة بها في ما تقوم به ضد الشعب اليمني من طمس لحضارته ونهب لمقدراته وثرواته وتقتيل لأبناءه ، ولأن ولاءها المذهبي والسياسي كاملاً لإيران المتحالفه مع امريكا فإن ذلك لا يؤهلها للإصطفاف في الخط الوطني اليمني ولا خط القومية والوطنية العربيه ولا للإنتماء الإسلامي الصحيح للدفاع عن القضية الفلسطينيه - وهنا يتساءل المحللون عن الشق الثاني من الخبر وهو اسقاط هذه الصواريخ في البحر الأحمر وكيف تم وما معنى اسقاطها ؟. ثم لماذا قام الحوثي بهذا العمل الدعائي الأكروباتي؟. لقد اجمع كثير من المحللين والمتابعين بأن جماعة الحوثي ليس لها القدرات لصناعة تلك الصواريخ أو إطلاقها أو حتى تركيبها ومعايرتها والثابت أنها ايرانيه وقواعدها في اليمن ومشغليها ايرانيون وحراسها حوثيون وبالتالي فإنهم قاموا بذلك بتوجيه ومساعدة ودعم من ايران بعد التنسيق مع امريكا التي ادعت بأن قطعها البحريه في البحر الأحمر قامت بإسقاط تلك الصواريخ التي اطلقهما الحوثيون لإثبات أن امريكا لا تسمح بتمدد الحرب والحقيقة أن امريكا وايران واسرائيل تريد زراعة وتأسيس هيبه للحوثيين في الجزيره العربيه وهي تدعم نفوذهم وتواجدهم على الخارطة السياسية والعسكرية والإعلامية في الإقليم في الحاضر والمستقبل ليلتقي ذلك مع نفوذ حزب الله ومليشيات الحشد الشعبي في العراق والمليشيات الإيرانيه في سوريا لتحقيق الخطط المرسومه لاحقاً ، ويدلل على ذلك المحللون بأن امريكا وبريطانيا هي التي مكنت الحوثيين من السيطرة على صنعاء ومحافظاتها ومنعت التحالف العربي من طردهم من الحديده ورفعتهم من قائمة الارهاب واعطتهم النور الأخضر لضرب منشآت هامه في السعوديه والأمارات قبل فتره بل وهددت السعوديه بإيقاف تصدير الأسلحة وغيرها والهدف من محافظة الغرب على الحوثيين هو استخدامهم ضد دول الخليج كمصدر تهديد للإبتزاز وتحقيق اطماع الصادات الثلاثه التي افشلت السعوديه تحقيقها في اطار البدء بتصفية القضية الفلسطينيه وإكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد وتفعيل تحالف الإسلام الصفوي مع الصهاينة والصليبيين أو المسيحيون المتصهينين ، فإن لم تكن أمريكا بالتنسيق مع ايران قد اوعزت للحوثيين بإطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل ، فإن عليها أن تعض أصابع الندم لأنها من ساندهم ودعمهم وساعدهم على البقاء ورفعتهم من قائمة الإرهاب وهم الآن يهددون السفن الأمريكية وحلفاء امريكا والملاحة الدوليه.
إن أولى الحقائق الدامغه التي تجعل المحللين يذهبون الى هذا الاتجاه هي ان ايران هددت صورياً في بداية حرب غزه ان اسرائيل والمصالح الأمريكيه سَتُضرَب من خطوط المقاومه التي يمثلها الحوثيون في اليمن والجيش الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان ومليشيات ايران في سوريا ،وكان هدفها من ذلك تلميع صورة ما سمي بمحور المقاومه الذي انشأته ايران وتقوده بواسطة حرسها الثوري وفيلق القدس لأهداف سياسية ومذهبيه توسعيه تخدم مبدأ تصدير الثوره المكتوب في الدستور الإيراني .
أما الحقيقة الثانية الدامغه لاثبات اللعبة الأمريكية الإيرانية الإسرائيليه فهي ان الأمريكان والاسرائليين لم يدينوا الحوثيين أو يحذروهم من تكرار ما قاموا به بل اكتفوا بالإعلان عن تنفيذ
الشق الثاني من اللعبه وهو اسقاط الصواريخ الحوثيهالمتجهة الى ميناء ايلات الإسرائيلي وهي لم تصل اليه . أما ثالثة الحقائق الداله على خطة التضليل فهي أن محور المقاومه الذي يدعي وحدة الساحات لم يتدخل لحماية غزه مكتفياً بالمناوشات الصوريه على الحدود الشماليه ، بينما الحقيقة الرابعه التي تثبت لعبة تلميع الحوثيين هي القول لماذا يكلف الحوثيين باطلاق صواريخهم الإيرانيه من اليمن البعيد بينما مليشيات ايران البالغ عددها ( ٤٥ ) منظمة ارهابية ايرانيه في سوريا وجبهة الجولان مفتوحة لأي عمل عسكري واكثر تأثيراً وأثراً على اسرائيل ، ولماذا لا تفعلها ايران عملاً بوحدة الساحات التي ترفع شعارها بدلاً من استحضار جماعة الحوثي في اليمن !!! .
لقد انتظر جميع المراقبين والمحللين والشعب الفلسطيني خطاب رئيس حزب الله حسن نصرالله الذي القاه في يوم الجمعه (٣ نوفمبر ٢٠٢٣م الموافق ١٩ ربيع الثاني ١٤٤٥هـ ) .معتقدين بأنه سيطبق شعاره وشعار ايران بوحدة الساحات الذي اطلقه في بداية حرب غزه وقال انه سيتدخل اذا دخلت القوات البريه الاسرائيليه الى غزه ولكن حسن نصرالله اسقط ذلك في خطابه واسقط صمود جبهة المقاومهوشعار الصرخه الخمينيه ( الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام !!! ) ، وثبت استخدامه الاختباء وراء فن التقيه الذي يجيده ومما لا شك فيه أنه باع مع ايران الفلسطينيين دون خجل او حياء بصفقة مع امريكا ..اشارت اليها كثير من المصادر المتخصصه والمتابعه .لقد تمخض جبل حزب الله بفار ، وكان اكثر ما يلفت النظر محاولة "حسن زميرا " كما وصفه احد خطباء الجمعة في غزه اعطاء الانطباع بأن حزب الله في قلب المعركه لأنه يضرب برج اتصالات كل يوم ولوحظ تمجيده للحوثيين لأنهم اطلقوا بعض الصواريخ على اسرائيل لاعلاء شأنهم ، وهذا ماتريده امريكا التي رفعتهم من قائمة الإرهاب ومكنتهم من السيطرة على صنعاء وحليفتها الاستراتيجيه ايران . أما فيما يتعلق بالهجوم على غزه فإنه لم يظهر من جبل الجليد الا راسه لأن امريكا وبريطانيا واسرائيل وأوروبا تصر على إبادة شعب غزه كحلقه من حلقات مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيحقق اسرائيل الكبرى، ويتفق المحللون بأن امريكا التي اشارت بعض التقارير أن قواتها المسماه الدلتا تتواجد في غزه مع القوات الاسرائيليه إضافة الى مستشارين عسكريين كبار مما يدل على اصرارها لتدمير غزه ، وأن امريكا تخطط لإعادة ترتيب الخارطة السياسيهفي الشرق الأوسط بحيث ترحل سكان غزه الى جزء من سيناء بمساحة ( ٧٠٠ ) كلم٢ مقابل اعطاء مصر ما يقابلها في صحراء النقب واسقاط ديونها والفوائد المترتبة عليها ..
ولكن مصر رغم الضغوط ترفض ترحيل الفلسطينيين مسنودة بمواقف قويه من الدول العربيه .
اللواء الركن/م
حسين محمد معلوي