بقلم - سلمان المشلحي
 
خطوةٌ طال انتظارها، أن يُؤسَّس في حفرالباطن موقعٌ ثابت للمهرجانات والاحتفالات، يكون اللبنة الأولى لمشروعٍ حضاري متكامل، تتوالى عليه مراحل التطوير عاماً بعد عام، ليصبح واجهةً مشرفةً للمدينة ومقراً دائماً يحتضن فعالياتها، فبدلاً من المقرات المؤقتة التي تُقام لأيامٍ معدودة ثم تُطوى صفحاتها مستنزفةً ميزانياتٍ طائلة، يُمكن لهذا المشروع أن يتحول إلى استثمارٍ طويل الأمد يختزل الجهد والتكاليف، ويؤسس لبنيةٍ مستدامةٍ يستفيد منها الجميع.

إن فكرة المقرّ الدائم ليست مجرد بنيةٍ تحتية، بل رؤية تنموية تفتح آفاقًا واسعة للمهرجانات والمعارض والأنشطة الفنية والرياضية، وتمنح فرصاً لأصحاب المشاريع الصغيرة، بل وحتى المتناهية في الصغر، وتُسهم في تعزيز الحراك الاقتصادي والسياحي للمحافظة، فحفرالباطن بموقعها الاستراتيجي ومكانتها كعاصمةٍ للربيع، تستحق حضوراً ثقافياً وتراثياً وترفيهياً يواكب نهضة المملكة ويعبّر عن هويتها المتجددة.

هذا المشروع يمكن أن يُدار برؤيةٍ تشاركية بين القطاعين العام والخاص، ليكون مركزاً منظماً لإدارة الفعاليات بعيداً عن الارتجال والعشوائية، وليتحول إلى مصدر دعمٍ ذاتي عبر التأجير والاستثمار.

ويبقى الأمل معقوداً على الجهات المعنية، وعلى رأسها الأمانة والغرفة التجارية، بأن تبادر إلى إطلاق هذا المشروع الحلم، مستفيدةً من التجارب الوطنية الناجحة كموسم الرياض، فكل مدينةٍ بدأت بخطوةٍ أولى وصلت إلى ما يُبهر، ولتكن هذه الخطوة البداية نحو مقرٍّ دائم يليق بحفرالباطن وأهلها، عنواناً للفرح والهوية، ووجهةً حضاريةً تُكتب بها ملامح المستقبل.